شئ غريب .. شئ عجيب ..
شعب طيب .. غلبان .. تعبان .. هلكان ..
شعب بتتدور به الأيام من ضيق إلى أضيق .. ومن سيئ إلى أسوأ ..
فقر مدقع .. يعيش تحته أكثر من 40% من السكان ..غلاء فاحش .. طال حتى الطبقات المتوسطة وبدأت تضج به الطبقة فوق المتوسطة .. أمراض .... ابتلاءات .. ابتلاءات .. ابتلاءاااااات ....
أما الشئ العجيب والغريب ...
إن شعب ده حاله .. المفروض يبحث عن حل .. يطالب بحل .. لأن مش معقول تستمر به الحياة بالخروج من أزمة .. لأزمة .. لمصيبة .. لكارثة .. !!!
لازم يكون فى وقفة ..
كل الشعوب بتنطق ..
كل الشعوب بتموت عشان تطالب بحقوقها ...
حتى يا ربى الأفارقة اللى بيقولوا عنهم شعوب بدائية ودرجة ثانية .. حتى دول نطقوا .. رفضوا الظلم .. طالبوا بالحقوق المنهوبة .. قاموا وثاروا .. أيوة انضربوا واتبهدلوا ومات منهم كثير .. لكن برضه مستسلموش .. لأنهم ببساطة .. بيطالبوا بأبسط حقوقهم كآدميين .. لأنهم ببساطة .. زهقوا من حياة العبودية ..
طيب يا شعبنا يا طيب يا غلبان .. إحنا مش هنكون شريرين ونقولك أخرج فى انقلابات ولا مظاهرات ولا احتجاجات .. عشان مش يحصلك واوا واللا حاجة .. لكن ..!!!
لكن من الطبيعى أن الشعب الطيب الغلبان .. اللى مش قادر حتى يقف وقفة يطالب فيها بحقه .. يكون على الأقل مطحون فى الجرى ورا لقمة العيش ومش فاضى لأى حاجة تانية ... لكن ... !!!
لكن اللى ملاحظينه إن شعبنا فاضى لحاجات كثير تانية ...
من يومين سمعت هتافات جماعية وأصوات عالية فى الشارع وتصفير وتصفيق وكلاكسات عربيات قالبة الدنيا....
استغربت .. لأنى عارفة إن شعبنا الصبور الحمول .. مهما حصل له .. ومهما قاسى .. ومهما عانى .. متعلم الأدب والأصول .. وعمره ما يخرج فى الشوارع ولا يعلى صوته إلا من الشديد القوى ..
قولت ... يمكن أزمة طوابير العيش اليومية .. لقولها حل ...!!!
أو .. يمكن أسعار السلع الضرورية اللى تضاعفت مرة واحدة .. رجعت تانى ورخصت زى ما كانت ..!!!
أو .. يمكن المرتبات زادت لمواجهة موجة الغلاء البشعة ..!!!
أووووو ..
أو حتى يمكن الحصار اترفع عن غزة أو الاحتلال زال من العراق .. !!! .. أهو .. يعنى .. لو مش هنفرح لنا .. نفرح للجيران والإخوان ..!!!
لكن ....!!!
لكن اتضح فى الآخر .. إن خروج الجماهير للشوارع وهتفاتهم ومظاهرتهم .. كانت عشان الفرحة بفوز المنتخب فى ماتش كورة !!!!
مـــــــــــــاتش كـــــــــــــــــــــــووووووووووورة
طبعاً .. من حق الناس تفرح .. من حق الناس تغير مود النكد والهم والغم اللى بقى مالى حياتها .. لكن فى شيئ محير جداااااا؟؟؟ ..
حقيقى نفسى أعرف إزاى واحد بيحضر ماتشات الكورة وبيخرج فى مظاهرات عشان الكورة .. وممكن يتخانق ويقلب الدنيا لو الفريق بتاعه اتغلب ..
إزاى شخص زى دة .. يكون .. هو .. هو .. نفس الشخص اللى بيقف تانى يوم فى طوابييييير العيش الطويلة فى صبر وسكوت وخنوع واستسلام وما باليد حيلة !!!
إزاى يكون .. هو .. هو .. نفس الشخص اللى لما يروح السوق يضرب أخماس فى أسداس لأن السلع الضرورية اليومية أسعارها بقت 3 أو 4 أضعاف .. يبرطم ويسب ويلعن ’’طبعاً فى سره,, .. وزى الشاطر يشترى أو ما يشتريش .. المهم أنه يظل الشخص المثالى المسالم ابن الحلال المتربى!!!
الناس اللى بتتجنن وتتزاحم لما يكون فى حفلة لمطرب أو مطربة أو فيلم جديد فى سينما أو مسرحية .. معقول تكون هى .. هى .. الناس اللى بتعانى من أزمة المواصلات والبطالة والغلاء .........الخ!!!
طبعاً يا شعبى الصبور الحمول الطيب المسالم .. أنا لا أدعوك للتظاهر ولا الثورة ولا العنتريات الفارغة ..
أنا بس بأدعوك .. إنك تفكر فى حالك .. تفكر فى حلول عملية .. تحط استراتيجية لحياتك ’’ زى ما المسئولين قرفونا باستراتيجياتهم الفاشلة ,, .. جرب إنك تحط إنت ولو لمرة واحدة فى حياتك استراتيجية لمستقبلك .. حط نقط .. حط خطوط .. مهما كانت صغيرة .. مهما احتاجت وقت طويل .. لكن هتلاقى لها نتيجة فى يوم من الأيام..بس..لو .. بس .. نفذتها بذمة وضمير .. والمهم .. إن الاستراتيجية دى .. مش استراتيجية جماعية ولا حاجة .. لا .. دى استراتيجية فردية .. ممكن كل واحد ينفذها مع نفسه .. ليه متفكرش .. ليه متحاولش ؟؟؟!!!
كدة ... وإللآلآلآ....!!!
إما إنك تسكت فى السراء والضراء .. وتفضل هادى ووديع ..
وإما ... تنطق فى الضراء زى السراء ... وتبين إنك صحيح لسة عايش وفيك الروح ومامُتِّش زى ما هم فاكرين ومتصورين ..
نغير إزاى .. نبتدى منين ؟؟؟!!!
دة بقى له كلام جديد .. فى موضوع جديد ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق