الاثنين، 28 ديسمبر 2009

العشـــــق الشــــــرعي .. وعجــــــــبي !!!

نادوا فيهم ألا ضير من الاختلاط
زيفوا لهم الحقائق أن الأصل هو الاختلاط
أوهموهم أنه مادام الاحترام متبادل وأنه مادامت الحشمة ’’مظهرها’’ والوقار ’’سمته’’ والجدية هي اللغة بينهما فلا ضير ولا تضييق ..
صدق ’’الأخ’’ تلك الادعاءات وانساقت ’’الأخت’’ خلف تلك الشعارات وتوجهوا للتجمعات المختلطة بدعوي ’’العمل التطوعي’’ ..
كان ’’الأخ’’ منضبط وغاض للبصر دوماً ، وكانت ’’الأخت’’ ملتزمة بالزي السابغ والكلام الوقور..
كثيراً ما كان ’’الأخ’’ خدوم ونشيط وسباق لكل خير مما أثار انتباه ’’الأخت’’ لتلك الشخصية ..
وكثيراً ما كانت ’’الأخت’’ تتناقش مع المجموعة في موضوعات ’’جادة’’ بلباقة شديدة تنم عن شخصية ذكية وعقلية متزنة مما لفت نظر ’’الأخ’’ لتلك الشخصية ..
ولكن تجنب كل منهما الاحتكاك المباشر مع الآخر .. لكن .. لم يصمدا طويلاً .. فأمام لباقة وجاذبية شخصية ’’الأخت’’وأمام نشاط وخفة روح ’’الأخ’’ كان لابد من الإعجاب ..
تبادل ’’الأخ’’ و’’الأخت’’ النظرات ثم الابتسامات وتحول الأمر مع مرور الوقت وتكرار اللقاءات المختلطة إلي سلامات وحكايات ..
وبعد فترة تجرأ ’’الأخ’’ وطلب رقم موبايل ’’الأخت’’ لأجل ’’فقط’’ التواصل فيما يخص مشروعاتهم التطوعية والاستفسار عن بعض الأمور وقت الضرورة .. ولم تجد ’’الأخت’’ أي مانع من ذلك فـ’’الأخ’’ نموذج للمسلم الراقي المحترم ولا قلق من تبادل الموبايلات ’’’’وكله في سبيل العمل التطوعي’’ ..
في البداية كانت الاتصالات بينهم فيما يخص أنشطتهم الخيرية .. ومع الوقت أصبح ’’الأخ’’ و’’الأخت’’ يتبادلان الرنات للإيقاظ لصلاة الفجر أو قيام الليل أو التنبيه لأحد البرامج الدينية علي الفضائيات ’’شوفوا الورع’’..
ثم تجرأ ’’الأخ’’ وطلب من ’’الأخت’’ مقابلة خارج نطاق التجمعات المختلطة ’’التطوعية’’..
انتفضت ’’الأخت’’ ورفضت واعتبرته أمر غير لائق ولا مقبول ..
لكن ’’الأخ’’ ظل يلح بحجة قوية لم تستطع لها رد وهي أنهما يتقابلان بالفعل ويتبادلان الأحاديث في ’’العمل التطوعي المختلط’’ وأنه لا يوجد فرق بين ذلك وبين أن يتقابلا في مكان عام وأمام الناس ويتبادلان الأحاديث المحترمة ..
وبالفعل اقتنعت ’’الأخت’’ أن لا فرق بين التجمعات المختلطة وبين اللقاءات الثنائية فكلاهما يتم في مكان عام ووسط الناس وبشكل محترم وراقي ..
وتكررت بينهما اللقاءات ’’الجادة’’ في أماكن محترمة .. وكان يتخللها ذهاب ’’الأخ’’ و’’الأخت’’ لأداء الصلاة في المسجد في وقتها ثم يعودان لجلساتهما .. وكم تبادلا في مرات عديدة كتب دينية وشرائط دعوية وتناقشا مرارا حول موضوعات الشرائط والكتب والأمور والقضايا العامة ’’يا سلام ع التقوي’’..
وفي أحد المرات شاهدا شاب وفتاة يتحدثان بصوت صاخب ويجلسان متقاربان بشكل غير لائق .. فما كان من ’’الأخ’’ و’’الأخت’’ إلا الحوقلة والتبرم والسخط علي الشباب الذي لا يعرف معني الالتزام والانضباط..
وعندما زاد المشهد عن حده .. قرر ’’الأخ’’ و’’الأخت’’ الذهاب لمناصحة الشابين .. وما إن بدآ في النصيحة حتي نظر لهما الشاب وسألهما ’’وأنتوا بقي تقربوا لبعض إيه؟’’ ..
هنا تلعثم ’’الأخ’’ وارتبكت ’’الأخت’’ ولم يستطيعا الرد .. فانطلق الشاب والفتاة يضحكان بشكل هستيري ويرددان ’’متفرقوش كثير عننا لكن يمكن نكون احنا أفضل منكم شوية .. علي الأقل احنا عارفين ان اللي احنا بنعمله غلط وذنب .. لكن مصيبتكم إنكم فاكرين إنكم صح ومش بتعملوا غلط وإنكم علي حق .. روحوا انصحوا نفسكم الأول قبل ما تنصحوا غيركم" .. وتركاهما وانصرفا بعيدا ..
بقي ’’الأخ’’ و’’الأخت’’ في صمت ثم تساءلا ’’هل احنا بنعمل حاجة غلط؟ .. لو كان اللي احنا بنعمله غلط يبقي المشكلة فينا واللا في اللي أباح لنا الاختلاط من البداية ؟’’
انصرف ’’الأخ’’ و’’الأخت’’ وافترقا بدون كلمة واحدة لكن لسان الحال كان يقول ’’أن الشيطان لن يطلب منا المعصية بشكل مباشر لكنه حتماً سيزينها لنا ويدعي بأن لها أصل في الشرع .. فيأتي علي المشتبه من الأحكام فينفث فيه بخبثه ويلتقطها منه عملاؤه من بني آدم أصحاب الهوي الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا .. الذين لا يجرأون علي المجاهرة بالمعاصي لكنهم يحاولون تغليفها بلباس الشرع ليسهل إيقاع العامة فيها’’ .. وكان الدرس المستفاد من تلك التجربة حقاً ’’أن من أغلق باب الفتنة فقد أراح واستراح .. ومن فتحه وهو يظن قدرته علي الثبات والصمود فهو حتماً واقع فيه’’
******
صدق الله العظيم القائل
{زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث ذلك متاع الحياة الدنيا والله عنده حسن المآب}
صدق رسولنا الأمين القائل
(ما تركت بعدي فتنة أشد على الرجال من النساء)
والمحذر
(واتقوا النساء، فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء)
وكذب الغاوون القائلون
"ما الضير من اختلاط بلا ضرورة مادام أنه اختلاط محترم"
يستتبع هذا تساؤل آخر من عينة
’’ما الضير من صداقة محترمة بين الجنسين’’
فعندما يحذرونا نبينا الكريم ’’اتقوا النساء’’ ولم يقل ’’ابتعدوا’’ .. فالنبي الكريم الذي قال ’’اتقوا النار’’ قال ’’اتقوا النساء’’ ..
فما بال المدلسين يزينون الاختلاط بالنساء بل يحبذونه ويكادون يجعلونه ’’فعل مأثور عن السلف’’
وما بال المدلسين يستهزئون بمن يرفض الاختلاط ويدعون أن من يرفض الاختلاط هم من ذوي النوايا الخبيثة والأفكار المنحرفة .. أما هم فهم الملائكة الأبرار الأطهار الذين لا تشوب نفوسهم شائبة والذين يتعاملون مع كل النساء كـ’’أخواتهم’’ ..
ما بال المدلسين يخلطوا ويهذون بالأعاجيب فيدعون أن من يرفض الاختلاط إنما يريد حبس المرأة .. وكأن الخيار أصبح بين حبس المرأة وبين انطلاقها خارج البيت وكأن أمر ’’قرن في بيوتكن’’ هو أمر لكائنات أخري وليس لنساء المسلمين..
ما بال المدلسين يدعون أن من يرفض الاختلاط إنما يريد حرمان المرأة من الذهاب للمساجد أومن حقها في التعليم أوالعمل .. ونجد التساؤلات العجيبة ’’فماذا تعمل الأرملة وكيف تنفق علي أبناءها’’ و’’أين نجد الطبيبة أو المعلمة المسلمة’’؟ ..وهم بهذه التساؤلات يخلطون أو يعبثون ..
فالميتة مباحة والخمر مباح ’’إن أوجبت ذلك ضرورة .. فإذا كانت الضرورة تبيح المحرم .. فما بالنا بالمحظور الذي هو دون المحرم .. لكن من جانب آخر .. فالضرورة تُقَدَّر بقدرها .. لا أن تتحول ضرورة إمرأة تحتاج العمل لتجد المال الذي تنفق به علي أبناءها مثلاً لتتساوي مع أخري تحتاج العمل لمجرد الترويح عن النفس..
فمن يريد ’’تأصيل’’ ’’المحظور’’ ويتعمد تحويله من نطاق ’’الضرورة’’ لنطاق ’’الإباحة’’ إما أن يكون جاهل أو متآمر..
فاليوم ينادون ’’باختلاط شرعي’’ وغداً ’’صداقة شرعية’’ وبعد غد ’’عشق شرعي’’
تماماً كما أظهروا لنا ’’الأغاني الحلال’’ و’’التمثيل الحلال’’ و’’المايوه الشرعي’’ .. وكأنهم يتعمدون نقل خبث المجتمعات الفاسدة ليتم تحت غطاء ’’شرعي’’ في المجتمع الملتزم .. فهؤلاء لا يريدون دين يحكم بل يريدون أن يحكموا هم الدين .. لا يريدون أن ينضبطوا بحسب أحكام الدين بل يريدون أن يضبطوا أحكام الدين بحسب مصالحهم ..
فيا أخي .. يا أختي .. الحق أبلج .. والباطل لجلج ..
وعندما يخبرك ربك ونبيك عن فتنة النساء وعندما يأمرك نبيك ’’اتقوا النساء’’
ويأتي شخص ليقول لك ’’ لا تتقي بل اختلط مادام قلبك أبيض ونيتك سليمة’’..
فاختر ما شئت لكن اعلم أن عاقبة اختيارك ستواجه بها ربك وحدك ..
واحذر إن أنت اقتنعت بشبهة أن تحاول الترويج لها والدعوة إليها والادعاء أن لها أصل شرعي .. بل اقصر الشبهة علي نفسك وبحسبك حساب ربك لك عن نفسك واحذر أن تحمل أثقال غيرك ..

الأحد، 15 نوفمبر 2009

نعم لابد من الانتقام من الجزائريين المشاغبين .. نعم لابد من الثأر لإهانة المصريين .. لكن .. فقط .. بعد .. أن .............!!!!!

ياااااااااااه ع الاهانة اللي اتعرض لها الجمهور المصري من الجزائريين .. حقيقي مهزلة .. إزاي نسكت علي كدة ولإمتي هتفضل يا مصري مهان في كل مكان ..
لازم وقفة .. لازم محاسبة .. لازم رد الاعتبار ..بس .. بس .. بس .. بعد ماااااااااا.......!!!
* بعد ما نحاسب المسؤليين عن هدر الملايين عشان في كل مرة نحصد الخيبة وفي كل مرة نرمي أخطاءنا علي غيرنا.. ولا حساب ولا عقاب .. لكن دائما وأبداً ميزانية الدولة مفتوحة للهدر لهؤلاء .. لم نسمع مرة أنه لا توجد ميزانية لأجل الرياضة أو الإعلام .. لكننا سمعنا كثيراً أنه لا توجد ميزانية لأجل زيادة أجور الموظفين الغلابة .. ولا توجد ميزانية لأجل الرعاية الصحية الآدمية .. ولا توجد ميزانية لترميم البنية الأساسية المتهالكة ..
أيوة صح .. لازم وقفة .. لازم محاسبة .. لازم رد الاعتبار .. بس .. بعد ما ..
* بعد ما نحاسب المسئوليين عن تغييب الشعب المصري وتحويله لأضحوكة بين الشعوب .. عندما يتم تحويله لألعوبة من أجل لعبة ويتم التعمية عن الفقر والمرض والانهيار الأخلاقي والإجتماعي الذي يكتسح البلاد ويتم تجميع العقول والقلوب لأجل لعبة .. ويتم تقزيم حلم 80 مليون مصري في كرة .. ويتم تقزيم الهوية والانتماء والوطنية تحت الأقدام .. ويكون الإنجاز القومي الذي يتم تجييش الشعب عليه هو "لعب العيال"..
أيوة صح .. لازم وقفة .. لازم محاسبة .. لازم رد الاعتبار .. بس .. بعد ما ..
* بعد ما نعرف سر إعلامنا الردئ في إثارة الفتنة والضغينة مع الشعوب العربية .. فمرة نسن السكاكين لقطر .. ومرة نثير الزوابع والأعاصير مع السعودية .. ومرة سوريا ومرة حماس .. وجاء الدور علي الجزائر والسبب ’’’’’’’ماتش كورة’’’’’’!!! أقام الدنيا ولم يُقعدها ..!!!.. طبعاً واضح جداً أن في ضوء أخضر للنيل من كل ما هو عربي إسلامي وشحن الأجواء بالكراهية والحقد .. والدليل .. أن هناك ضوء أحمر صارم ضد أي شحن متواصل عند الحديث عن التطاول الذي بدأ يزيد من جانب النصاري علي المسلمين في مصر ويتم دفنه وعدم الخوض فيه تحت بند ’’عدم إثارة الفتنة" .. أو عند الحديث عن مذابح الأسري المصريين في 56 و67 ’’الملف المغلق حرصاً علي الشقيق الصهيوني’’.. أوعند الحديث عن كرامة المصري المهدرة في الخارج بل والداخل علي أيدي أجنبية والتي تمر بدون حساب ولا عقاب ولنتذكر نماذج البمبوطي المصري الذي قتلته سفينة حربية أمريكية تمر في أرض مصرية .. ولنتذكر العديد والعديد من الضباط والجنود الذين تم اصطيادهم قتلي علي الحدود بأيدي صهوينة .. كل ذلك يمر بلا جزاء ولا حساب ولا وقفة لرد الاعتبار ولا تجييش إعلامي لشحن الجماهير كما يحدث الآن وسابقاً .. والسبب .. أننا لا نريد تعكير الأجواء والإساءة لدول أجنبية شقيقة .. لكن لا ضير إطلاقاً من إطلاق حملات مسعورة ضد أخوة عرب ومسلمين ..
أيوة صح .. لازم وقفة .. لازم محاسبة .. لازم رد الاعتبار .. بس .. بعد ما ..
* بعد ما نعرف ليه المفروض علينا نظل في غيبوبة كل ما نحاول نفوق منها يتم قمعنا وإجبارنا علي الرجوع لها .. فكلما نبض فينا صراخ لأجل أخواننا في العراق وفلسطين يتم المحاصرة والاعتقال والتجريم بدعوي الحفاظ علي الأمن ومنع الشغب .. لكن عندما تمتلئ الشوارع بهستيريا فيها كل أنواع الشغب والإزعاج والجنون والإخلال بالأمن لأجل ماتش كورة أو لأجل حفل غنائي أو عرض سينمائي فهذا مباح متاح ولا ضير فيه مادام يساعد في إبقاءنا في دائرة الغيبوبة ..
أيوة صح .. لازم وقفة .. لازم محاسبة .. لازم رد الاعتبار .. بس .. بعد ما ..
* بعد ما نفوق كشعب ونبدأ نستخدم عقولنا ونحسبها ونحاسب وكفاية علينا كدة .. كفاية علينا أن نُساق كما تُساق الـ .... بلا اعتراض ولا سؤال ولا مراجعة .. كفاية بقي ..
وفي النهاية .. سبحان الملك الذي قال ..
{وَمَا ظَلَمَهُمُ اللّهُ وَلـكِن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ }
{وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ }
يعني ياريت منسألش ’’ليه دة بيحصل لنا’’ و’’إزاي دة يجري لنا’’ و ’’إمتي الفرج ومتي النصر’’
لأن الرد ..
{إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ}

الثلاثاء، 27 أكتوبر 2009

محتارين ومخنوقين .. مش عارفين تروحوا شمال واللا تدخلوا يمين .. الحل هنا ببساطة ..

طبعاً فيه شباب كثير بدأوا يتخنقوا ومش عارفين فين الصواب في وسط موجة الاختلافات ..
رأي يتكلم عن النقاب كأصل .. مقابل رأي يتكلم عن النقاب كشيئ لا أصل له ..
رأي يتكلم عن الموسيقي كشيئ حرام .. مقابل رأي يكاد يجعلها عمل مستحب بل وفعل مأثور ..
رأي يتكلم عن اللحية كأصل .. ورأي يتكلم عنها كعادة جاهلية ..
أيوة أيوة أنا سمعاكم دلوقت بتقولوا .. يووووووووووووووووووه .. قرفتوناااااااااااااااااااااااااااا .. نقاب وموسيقي ولحية تااااااااااااااني .. أنتوا معندكوش غيرهم .. بطلوا بقي تمسكوا في القشور وخليكم في اللب ..
طيب .. ماشي .. هنخلينا في اللب والسوداني وجميع التسالي .. بس ياريت تسمعوني المرة دي للآخر ..
مشكلة الناس اللي زهقوا من تكرار الكلام في النقاب واللحية والموسيقي و.... والخ .. أنهم ناس ربنا كرمهم ووصلوا لقناعة معينة في تلك الأمور سواء كانت القناعة دي عن دراسة وفهم .. أو عن تلقين وترديد .. أو عن هوي وموافقة المزاج ..
وكلامي دة .. مش للناس دي.. لكن كلامي هنا للناس اللي لغاية دلوقت مش عارفة توصل لقرار وممكن تكون عايشة في حيرة ومش عارفة تسمع كلام مين ؟.. عشان كدة مش من حق حد مصادرة حق الآخرين في الكلام في هذه الموضوعات علي اعتبار أنها موضوعات عفا عليها الزمن أو أنها موضوعات مكررة .. لأن لو أنت زهقت من تكرار الكلام في الموضوعات دي .. فغيرك لسة بيبحث وعايز يعرف ..
والمشكلة اللي بيواجهها شبابنا صغير السن أنه عايز يعرف الحق والصح لكن لما يحاول يشوف مناقشات في المنتديات يُفاجئ أن الآراء المطروحة دي عبارة عن ’’نسخ" "كوبي بست’’ لكلام كثييييييير وسطور طويييييييييييلة وفيها كتب وأسامي لمشايخ كبيرة ..
طبعاً رد فعل الشباب دول أول ما يشوفوا السطور الطويلة والكلام الكثير والآراء الفقهية المتخصصة المختلفة بتكون ردود فعل مختلفة ..
فيه ناس بتنفخ وتسيب الصفحة خالص ويمكن تسيب الموقع كله .. وهم بيقولوا لنفسهم هيه ناقصة مش كفاية علينا قراية الكتب للمذاكرة .. ناقصين كمان نقرا المجلدات المنسوخة دي .. ؟؟..
وفيه ناس أول ما تشوف الكلام الكثير دة تتنح وتفكر تطنش .. بس بتراجع نفسها وتقول .. نفسي أعرف مين الصح .. ؟؟..
فيعزم أخونا أو أختنا العزم ويقرر الكفاح ودخول معركة قراءة الكلام الكثير دة عشان يوصل لقول فصل وحكم صحيح .. في البداية طبعاً بيحصل له إحولال من كثر السطور .. لكن صاحبنا يعاند ويصمم علي القراءة فيركز القرنية ويسنتر القزحية ويواصل الكفاح والقراءة .. وبعد جهد جهيد يصل لنهاية الموضوع بعد ما يقرا رأي الطرفين ..لكن لما نسأله وصلت لإيه يا أخونا أو يا أختنا .. ؟؟.. فبعد صمت طويييييييل .. يقول مش عارف .. مش قادر أحدد .. !!!
طبعاً .. حقيقي عندك حق .. لأننا ببساطة لا احنا علماء ولا حتي طلبة علم ومش هنعرف نحدد اتجاهنا إلا لو رجعنا للأصول اللي مفيش خلاف عليها .. الأصول اللي بتمثل لي وتمثل لك منطقة أمان مفيهاش شوشرة ولا اختلافات .. ونشوف كيف طبق الأولون ونتمسك بتطبيقهم لأن فيه النجاة..
فمثلاً .. الموضوع القديم الحديث .. النقاب .. بأوجه كلامي لكل أخت منتقبة أو عايزة تنتقب ومحتارة تواجه سيل الأسئلة والتعليقات اللي بتصل لدرجة الاستهجان والاحتقار والانكار ..وبأقول لها .. الرد يا أختي بسيط جداً ..
فالرد من منطلق علماني حقوقي وحرياتي .. هو أن النقاب حرية واختيار .. لو كانت غيري حرة أنها تكشف ما تشاء .. فأنا حرة أن أغطي ما أشاء .. أما إدعاءات الأضرار الأمنية والكلام الخايب عن أن النقاب تُرتكب به الجرائم .. فالرد هو أن كل زي يمكن أن تُرتكب به الجرائم ولم يخرج علينا عبقري يطالب بنزع هذا الزي أو إلغائه .. فكم من جرائم ارتُكبت بلباس عسكري أو طبي ولم نجد من يطالب بمنعها .. وذلك لقناعة تامة لدي العقلاء أن الخلل إنما يكون في مرتكب الجريمة وليس في الزي نفسه .. فلماذا إذاً يُعامل النقاب بهذا القدر من التربص والتصيد ؟؟..
كما أن المفروض أن يتم الكشف عن هوية كل من يدخل أي مكان أكاديمي أو له خصوصية في عضويته .. فمش ممكن يكون الحرس الجامعي مثلاً سايب زيد وعبيد وسوسو توتو يدخلوا سواء كانوا لابسين أو مش لابسين ويجي عند المنقبة ويصمم يشوف هويتها ويصر علي التدقيق معها .. فمن أدراكم أن زيد وعبيد مش داخلين الجامعة ومعاهم مخدرات أو أي محضورات .. ومن أدراكم أن سوسو وتوتو من طلبة الجامعة أو ينتموا للمدينة الجامعية مش ممكن يكونوا فتيات شوارع أردن الدخول للهو داخل الجامعة أو المدينة الجامعية .. وبالتالي الكشف والتأكد من الهوية واجب علي الجميع يا من تريدون الأمن والأمان وحماية أبناءنا وبناتنا من المخاطر ..
أما الرد من منطلق ديني وشرعي .. فللأسف لست أهل علم ولا حتي طالبة علم لكن بعودة بسيطة وصغيرة للأصول .. فهل ممكن نرجع لأصل أعز وأهم من أمهاتنا؟؟ .. لآلآلآلآلآ .. مش أمهاتنا أمهاتنا .. قصدي اللي أغلي علينا من أمهاتنا .. اللي هم أمهات المؤمنين .. فمفيش جدال ولا خلاف في إن أمهات المؤمنين كان حجابهم خارج البيوت هو غطاء الوجه ..
أيوة .. أيوة .. عارفة وشايفة كويس إن فيه نقاقين ’’آه .. النقاق من الفعل نق ينق فهو نقناق وفي لفظ آخر نقانق والمتداول هو نقاق .. دة بس عشان اللي عايز يأصل الكلام ويضبطه لغوياً وميوقعناش في غلط ’’..النقاقين دول هيقولوا .. زوجات النبي دول لهم حكم خاص يعني مثلاً مش ممكن يتزوجوا بعد النبي .. يعني لهم أحكام خاصة بهم لا يجوز أن تسري علي عامة النساء ..
طيب .. طيب .. علي مهلك شوية ..هم زوجات النبي دول مش هم أمهاتنا .. اللي ربنا قال عنهن ’’وأزواجه أمهاتهم’’.. حكم ربنا أن زوجات النبي أم لكل مؤمن .. يعني رغم أنها أم كل مؤمن وأم لكل صحابي .. ومع ذلك أمر رباني أنها تغطي وجهها عن أي صحابي .. ’’اللي هي تُعتبر أمه’’ .. والصحابة دول مين؟؟.. دول أطهر وأنقي الرجال .. طبعاً رجالة اليومين دول ولا حاجة بالنسبة لهم في الطهر والعفاف ..ومع ذلك كانت أم المؤمنين لا تكشف وجهها أمام الصحابي الطاهر العفيف .. فيبقي إيه الحكم علي من هم أقل من هؤلاء النساء وهؤلاء الرجال ؟؟.. إيه الحكم فينا إحنا مسلمين اليومين دول؟؟؟ .. ألا يكون ستر الوجه أمام رجال هذه الأيام أوجب وأولي ..إن كانت من هي خير مني ومنك تستر وجهها أمام من هو خير من أي رجل في هذه الأيام .. ألا يُشجع ذلك الخلف أن يُقلدوا ذاك السلف وأن يسيروا علي درب السابقين الصالحين ؟؟..
ومن ناحية تانية .. أي مؤمنة طبعاً بتحب زوجات النبي صلي الله عليه وسلم أمهات المؤمنين .. ومن علامات المحبة .. الاقتداء بمن تحب .. نقلدهم في كل شيئ في مظهرهم وتصرفاتهم ..
وبعدين حبيبتي لو انتقبتي .. هل ممكن حد يجروء يقول لك نقابك دة بدعة أو شيئ ليس له أصل ؟؟..
لا يقول ببدعية النقاب إلا مختل لا يفقه في دينه شيئ.. والحكم والفيصل أن نأت بكتب السابقين ’’خير من فهم كلام النبي الأمين ’’ ونحتكم لها .. ونردد دائماً ’’ما لم يكن يومئذ دين فلن يكون لنا اليوم بدين’’ ..
إذاً .. فأنت بكشفك لوجهك في أفضل الحالات .. في دائرة المباح وفقاً لبعض الآراء الفقهية .. لكنك بتغطية الوجه أصبحت في دائرة بين مستحب وواجب .. يعني بنقابك هتكوني خرَّجتي نفسك من وَشّ الموشوشين والحيرة بين الآراء باختصار هتكوني في منطقة أمان محدش يقدر يقرقرلك وينخر لك ويحيرك فيها .. باختصار النقاب رقي ورفعة ولا يستطيع أن يقول أحد بضد ذلك ..
ومرة تانية بلاش الصيادين في المية العكرة يقولوا .. يعني اللي تكشف وشها دة مش رقي .. يا ولاد الحلال مش معني إننا نمدح شيئ إننا نعني تلقائيا الذم في ضده إلا إذا جاهرنا وحددنا إن كاشفة الوجه علي خطأ .. ودة مش ممكن يحصل .. فمدحنا للنقاب لا يعنني تطاول علي من تكشف وجهها .. تمام .. زي أختين شكلهم حلو .. لكن فيه واحدة أحلي .. فلما أقول لها أنتي جميلة جدا .. هل دة معناه إن التانية قبيحة ؟؟.. طبعاً لا .. لكن معناه ببساطة أن فيه حلو وفيه أحلي ..بأقول الكلام دة بس .. لإني شفت أخت بتقول ربنا يعيني وألبس النقاب .. فظهرت واحدة من غير مناسبة تقول لها كلام معناه ومالها اللي كاشفة وشها ..!!!.. يا ست الحاجة هي جابت سيرة اللي كاشفة وشها في حاجة؟؟ هي بتدعي بالنقاب مالها ومال اللي كاشفة وشها ..
والخلاصة هنا إننا مش معني إننا بنوجه إخواتنا وبناتنا للنقاب إننا ننتقص من أي واحدة محجبة حجاب شرعي كامل بدون غطاء الوجه .. لأن للأسف فيه ناس مسخرة وقتها وكلامها للتشكيك في النقاب .. وأي موضوع يتكلم عن النقاب ياخدوا الموضوع بشكل عدائي وهوووووووووب يحطوا لنا المنسوخات اللي عندهم .. ونلاقي كلام جامد
للدفاع عن كشف الوجه .. بنقول لهم تاني علي مهلكم يا اخواننا .. مش معني إننا ندعوا للنقاب أننا ننتقص ممن ترتدي الزي السابغ وتكشف وجهها ..
فكفياكم فوبيا النقاب .. وكفياكم أرتكاريا من سيرته ..
المهم .. أخواتي .. لما بأقولك نقاب .. مش بأقول لك دة رأي الشيخ فلان ولا كلام العالم فلان .. لآلآلآلآ.. لأني بصراحة مش من أهل العلم .. لكن مرجعيتي البسيطة هي أصول ديني .. أمهاتي وآبائي وأجدادي من الصحابة والسلف الصالح كان حالهم إيه في الموقف دة ..
ممكن حد يجيب لك رأي صحابي كريم .. جميل .. بس لو قدرت أرجع بالأصل للنبي وفعل النبي يبقي طبعاً الأفضل .. طيب ملقتش لدة أصل .. يبقي نشوف إجماع الصحابة أو أغلبهم كان إيه الرأي اللي اتبعوه .. وأنا هنا رجعتك لأصل قوي وهو تقليد واتباع لأمهات المؤمنين ..
استنوا .. لسة مخلصناش .. أوعوا تروحوا في أي حتة ..
معلش معلش .. اعصر علي نفسك لمونة وتعالي علي نفسك شوية وواصل معانا الله يكرمك ..
لأ .. مش هأتكلم كثير .. بس عايزة أوضح لكم إن علي نفس المثال دة نطبق في كل الأمور اللي لها أصل عند السابقين الأولين .. زي مثلاً اللحية .. طبعاً أحاديث اللحية كثيرة وعديدة والأمر فيها واضح ,,اعفوا اللحي ,, ’’ وفروا اللحي ’’ .. ’’ارخوا اللحي’’ .. أوامر واضحة وصريحة .. ومع ذلك يجيلك الجماعة ’’النقاقين,, بردة وممكن يقولوا لك .. دي كانت بس لمناسبة معينة وظروف معينة .. أو يلعب لك في الكلام الواضح الصريح ويقول لك أصل ماهوووو الحديث كان يقصد .. ...... ويحط كلام كدة كثير كله تفاسير وتخمينات واحتمالات.. واحنا طبعاً اتفقنا نسيبنا من الكلام الكثييييييييير ونرجع للأصل .. اتفقنا نسيبنا من الحادي بادي ونخلينا في المضمون والأمان ..
وبعدين ..أنت بتحب النبي ؟؟ .. آآآه طبعاً .. ’’معلش لو كنت بأرد بالنيابة عنك بس لأني متأكدة م الإجابة’’ .. طيب واللي بيحب حد مش بيقلده ..؟؟.. إذا كان فيه شباب بيحلقوا شعورهم واللا بينكشوا شعورهم عشان يقلدوا ناس بيحبوهم .. طيب معقول الشباب دي تحب ناس عادية ويوصل حبهم لدرجة تقليدهم حتي لو كانت أشكال مجنونة .. وأنت ياللي بتحب النبي مش قادر تقلده في شكله الطيب الراقي ..طيب .. طيب .. هو وصف النبي اتقال فيه ايه في أمر اللحية .. كان النبي صلي الله عليه وسلم ’’كث اللحية’’ .. فكانت اللحية سمته وفعله وأمره .. وكذلك كان حال الصحابة .. فتشبهوا إن التشبه بالرجال فلاح ..
امشي علي نفس الحال في كل الأمور .. زي الموسيقي .. طبعاً مش هنقول هنا إن الخلاف في أمر الموسيقي خلاف معتبر .. مهما جابوا لنا من أسماء كبيرة ومراجع قوية لأن أي اسم مهما كان كبير فليس أكبر من النبي صلي الله عليه وسلم .. ولما نرجع للأصل .. إيه اللي ممكن نقوله؟؟..
بمنتهي البساطة والوضوح .. هنسأل يا تري كان فيه أدوات موسيقي في عهد النبي ؟؟.. أيوة كان فيه .. طيب .. النبي صلي الله عليه وسلم وصحابته اللي السيرة والأحاديث قالت عنهم سكناتهم وحركاتهم كانوا بيحتفلوا بالأعياد والأفراح والانتصارات بالطبل والزمر؟؟.. لأ طبعاً دة موردش عنهم أبداً.. اللهم إلا استثناء الدف .. الدف فقط .. طيب هل ممكن أدوات الموسيقي تكون حلال .. ويتحدد إننا نستخدم منها الدف تحديداً فقط؟؟ .. طبعاً .. لا .. لأن التحديد دليل أنه مستثني من عدة محرمات ..يبقي هنجيب رأي الشيخ الفلاني والكتاب العلاني وعندنا الأصل واضح ليه؟؟..
وعلي هذا المنوال فلتبحث يا كل محتار .. بلاش تدخل مناطق الشبهات بلاش تستند لآراء من هنا وهناك .. لأنك ببساطة عندك الأصل اللي لو تمسكت بيه لن تضل ولن تزل .. خليك بعيد عن الحمي أسلم لنفسك ودينك ..
وأخيراً لكل اخواننا اللي كل ما نتكلم عن مظهرنا الإسلامي نلاقيه أزبد وأرعد وتوعد .. ولم تكن حجته البليدة إلا أن الحديث عن الزي والشكل كلام سطحي وتافه وأن الأمة فيها اللي مكفيها ومش ناقصين خلافات ..!!! ..
بنقول لهم بمنتهي البساطة اللي بيثير المشاكل أنتم مش احنا ..احنا لما بنتكلم عن النقاب بنتكلم من قبيل الدعوة والتذكرة بهدوء وببساطة ومش بنفرضه علي حد ولا بنسفه مخالفينا اللي أخدوا بآراء أخري .. لكن أنتم بتشنجاتكم وعدوانيتكم في الرفض واصراركم علي التسفيه والتحقير بدعوي أن هناك الأهم والمهم .. فأنتم هكذا من يثير المشاكل والمشاحنات .. ووعد منا أنكم لو أخبرتمونا أنكم ستحررون الأقصي فور صمتنا عن دعوتنا .. فإننا سنخرس فوراً عن أي كلام .. لكن .. إن كانت دعوتكم للاهتمام بما هو أهم هو مجرد حيلة لنظل في غيبوبة ودائرة لا تنتهي من الانتظار .. فلا وألف لآلآلآلآلآلآلآلآلآ.. تماما كما وعد بعض الرؤساء في زمن ما بتأجيل الدعوة للتنمية والديمقراطيات حتي ينتهوا من القضاء علي إسرائيل ’’فلا صوت يعلو فوق صوت المعركة’’ ومرت السنوات ولم تُمح إسرائيل ولم تتحق تنمية ولا ديمقراطية ..
وهكذا أنتم يا من تتهجمون علي دعاة الرقي والأخذ بالفضائل .. وتدعون أن الأمة مشغولة بالجهاد .. فلا مننا شوفنا جهاد ولا تحرير أرض ولا حتي ستر عرض .. !!!
فإن كان كل ما تملكون هو الصراخ والعويل والشجب والاستنكار وترون أنكم بتلك الجعجعة مشغولين بالجهاد الحنجوري .. فالله يكرمكم اركنوا علي جنب وسيبونا نبني لبنات صغيرة بسيطة تحتقرونها لكنها بإذن الله ستكون الأساس لبناء عظيم شامخ لأن أساسه صلب ومتين .. وخليكم أنتم في جهادكم الكي بوردي ..
وفي النهاية .. المظهر مش كل حاجة لكنه بداية كل حاجة .. وممكن تبني عليه كل حاجة ..

الاثنين، 1 يونيو 2009

تعالوا وشوفوه .. إزاي روشنوه .. وحولوه من مسلم أثري لمسلم عصري ..

’’م’’ شخص طيب جدا وملتزم وبالرغم من أنه علمه الشرعي علي قده يعني مش بيحضر دروس علم ولا بيقرأ كتب دينية كثير .. لكن كل اللي بيوصل له من الدين بيحاول يطبقه بإلتزام .. فهو مصلي صوام قوام مكثر من أفعال البر وينأي عن كل الشبهات .. حياته بسيطة جميلة ما بين بيته وأسرته والصحبة الصالحة وسعادته كاملة بيلاقيها مع القرآن وقراءة سيرة الصحابة والسلف الصالح .. وبيحاول قدر الإمكان يبعد عن مناطق الاختلاط والمنكرات ..
ومشيت حياة ’’م’’ بالشكل دة فترة طويلة لغاية ما فجأة قابل ’’ش’’ صديق قديم انقطعت أخباره عنه لفترة طويلة .. وبعد السؤال عن الحال والأحوال ..
نظر ’’ش’’ لصاحبه شذرا وقال له .. ’’إيه البهدلة اللي أنت مبهدلها في نفسك دي ؟؟.. إيه دقنك الطويلة أوي دي وإيه الجلبية القصيرة دي .. مالك يا ابني إيه اللي دهولك كدة؟؟"..
’’ ابتسم ’’م’’ وقال له ’’ الحمدلله ربنا أنعم عليا بالإلتزام وبأحاول أطبق السُنة في مظهري وأفعالي’’ .. تأفف ’’ش’’ وأظهر امتعاضه قائلا .. ’’وهي السُنة يعني متطبقش إلا لما الواحد يهمل في مظهره .. دا أنت شكلك بقي أكبر من سنك الحقيقي يا أخي ؟؟.. ليه متعيش حياتك وتعيش سنك ..؟؟ .. لحيتك دي ليه متقصرهاش وتخليها روشة شوية .. وتبقي جمعت ’’الحسنيين’’ سنة وعصرية .. الجلباب دة مش شرط ولا لازم يعني .. وحتي بيقيد حركتك ويخلي الكل ينفر منك .. طيب ما أنا أهو لا سايب لحيتي ولا بألبس جلاليب .. وزيي زيك مسلم وملتزم بأصلي وبأدي الفروض وبأرضي ربي بس عايش حياتي .. وبأدعوا لديني والناس بتتقبل كلامي .. مش قافل علي نفسي زيك وتلاقي الناس كمان بتهرب منك ’’
أخونا ’’م’’ قال لصاحبه "لكن اللحية والجلباب دول سُنة ودة كان مظهر النبي صلي الله عليه وسلم .. واللي بيحب حد أكيد بيقلده" ..
بدأ ’’ش’’ يتعصب وقال "كلنا بنحب النبي بس اللحية واللبس دي حاجات شكلية ملهاش لازمة وربك رب قلوب .. أنت يا إبني ما تفوق م الغيبوبة اللي أنت فيها دي .. المسلمين بتدبح في كل مكان وأنت لسة قاعد تردد كلام الكل زهق منه عن اللحية والجلباب .. وبعدين يا سيدي مش بنقول لك احلق لحيتك بس قصرها شويتين تلاتة .. أنت مشوفتش الشيخ "X" والشيخ "O".. منهم اللي من غير لحية ومنهم اللي لحيته خفيفة .. يعني أنت مثلاً هتطلع أفضل من دول واللا بتفهم في الدين أكثر منهم؟؟ .. طيب تعالي اركب معايا أوصلك بعربيتي ونكمل كلامنا دا أنت باين عليك حكايتك حكاية" ..
ركب أخونا ’’م’’ مع صاحبه ولقاه بيحط شريط في كاسيت العربية وفجأة لقي أغاني وموسيقي عالية .. استنكر ’’م’’ علي صاحبه وقال له "أنت مش عارف إن الموسيقي حرام ؟؟"..
نفخ ’’ش’’ نفخة قوية وقال له "مش بأقول لك أنك مقفل الدنيا علي نفسك .. أنت فاكر أن الكلمتين اللي أنت حفظتهم عن أن الأغاني حرام مفيش حد رد عليهم وعرفنا إن الموضوع فيه آراء واحنا بناخد برأي الشيخ "O" اللي أباح فيها الأغاني مادامت أغاني هادفة ولها معاني كويسة .. وأنا بأشغل أغاني هادفة عن محبة النبي أو عن اللي بيجرا في فلسطين .. وفيه أغاني كثيرة لها معاني هادفة .. أبقي أنا كدة أجرمت أو عملت شيئ وحش .. اسمع وبعدين قول رأيك متبقاش تحكم علي الشيئ من غير ما تفهم".. أخونا ’’م’’ كان علمه علي قده .. معرفش يرد .. وفعلا سمع .. ولقي كلمات جميلة .. وحس أن ’’ش’’ عنده حق .. وفي طريقهم قابلوا مجموعة من أصحاب ’’ش’’ شباب شكلهم محترم وكلامهم بذوق وأدب وراحوا مع بعض للنادي يدردشوا شوية .. ’’م’’ لقي الشلة دي شعلة نشاط وبيرتبوا مع بعض لأعمال خيرية كثير وفعلا كان مبهور بأفكارهم وفاعليتهم ..
افترق ’’ش’’ و ’’م’’ علي وعد بزيارة أسرية للتعارف بين الأسرتين ظل ’’م’’ طوال اليوم يفكر في كلام صاحبه .. وميعرفش ليه في اليوم دة حس ببعض الملل .. بيته هادئ وأصحابه الهاديين وكلامهم المعروف المعتاد .. وافتكر صاحبه’’ش’’ ومظهره الشبابي الأنيق ..وكمان أصحابه اللي كلهم حيوية ونشاط وكلامهم الجديد الجذاب .. ونظر لنفسه في المراية وكان ماسك لحيته وكأنه بيشاور عقله .. لكن سرعان ما هز رأسه وكانه ينفض الفكرة من رأسه ..
وبعد اتفاق .. استقبل ’’م’’ صديقه ’’ش’’ وزوجته .. وكانت زوجته محجبة حجاب عادي .. وكانت زوجة ’’م’’ منتقبة,, ..
وظهر الضيق علي وجه ’’ش’’ وسأل صاحبه "ليه زوجتك أخدت زوجتي وقعدوا جوة .. ليه مقعدوش معانا’’ ..
استغرب ’’م’’ من صاحبه وقال له "المفروض ميكونش فيه اختلاط" ..
رفع ’’ش’’ حاجبيه ونظر باشمئناط لصاحبه وقال له "حرام عليك يا شيخ دا أنت مخلي الدنيا ظلمة أوي .. خايف شوية كدة تقول لي أن النفس اللي أنا بأتنفسه حرام .. زوجتك وبحجابها وأنت معاها .. وزوجتي نفس الشيئ يبقي إيه اللي يحرم جلسة نتبادل فيها كلام وحوار عادي جدا؟؟.. فيه إيه مالك خنقة كدة ليه ؟؟"..
وأخرج ’’ش’’ شنطة مليئة بكتيبات ومطويات وسي ديهات وجميعها لمجموعة معينة من المشايخ والدعاة عن موضوعات شتي .. عن الموسيقي وعن الاختلاط وعن اللحية وعن النقاب وعن التعامل مع أهل الكتاب ...... إلخ .. وقعد ’’ش’’ طول الجلسة يشرح ويقول مبررات وأدلة لوجهة نظره المخالفة لـ ’’م’’ في كل شيئ .. أما ’’م’’ فقد قضي الجلسة مستمع مرتبك ومشوش خاصة وأن ’’ش’’ كان يقول له أدلة ويأكد أن الأمر أوسع من التضييق وإننا لازم نتخطي منطقة الخلافات دي ونكون أوسع أفق عشان عندنا قضايا أمة ومصالح مجتمع .. كان كلام ’’ش’’ جذاب جدا ومقنع جداً بالنسبة لـ ’’م’’ وبدأ ’’م’’ فعلاً يقتنع ويتفاعل مع صاحبه ويوافقه في آراؤه .. وكان ’’ش’’ بيدلل علي كلامه بأسماء كتب لعلماء كبار .. لكن ’’م’’ سأل صاحبه "أنت إزاي قدرت تقرا الكتب اللي أنت بتحكي لي عنها دي كلها .. دا أنت أيام الجامعة كنت بتنام بعد ما تقرا سطرين من أي كتاب وكنت بتكره القراءة والكتب .. قريت الكتب دي إزاي وإمتي ؟؟" .. انزعج ’’ش’’ وتلعثم وحاول التهرب من الرد ..
ننقل المشهد دلوقتي لزوجة ’’ش’’ وزوجة ’’م’’ اللي كانوا قاعدين في الغرفة التانية .. وكانت زوجة ’’ش’’ بدأت تشعر بالملل من زوجة ’’م’’ وكانت حاسة أنها منغلقة وأفكارها فيها جمود بدون أي وعي أو فهم .. فحبيت تفتح معاها موضوع للنقاش وسألتها عن النقاب اللي هي لبساه وهل هي مقتنعة بأدلة وجوبه ؟؟.. كانت ردود زوجة ’’م’’ محدودة وقالت أنها بتحب النقاب وشايفة أنه فرض .. وهنا انقضت زوجة’’ش’’ بمنتهي القوة تفند وتأتي بمقتطفات من هنا وهناك وتذكر كلام مشايخ وفتاوي وكتب لمشايخ .. ولم تملك زوجة ’’م’’ إلا التتنيح !!! .. فلم يكن لديها لا علم ولا دليل ولا قدرة علي رد تلك القذائف .. فلاذت بالصمت .. ولم تترك زوجة’’ش’’ الفرصة بل استمرت في خطبتها العصماء وقد أعطاها انكماش صاحبتها ثقة وانطلاقاً فأخذت تعيد وتزيد حتي لقد كادت أن تصل لحافة القول بأن النقاب منكر محرم وأنه رجز من عمل الشيطان ..
انقضت الزيارة علي وعد بتكرارها .. ولكن البيت الذي خرج منه ’’ش’’ وزوجته لم يكن هو البيت الذي دخلاه .. فقد كان واضحاً انهما تركا بصمة قوية تكاد تكون ضربة قاضية لكل الأسس والمبادئ التي قام عليها هذا البيت ..استمرت الاتصالات والزيارات بين الأسرتين ورويداً رويداً أصبح ’’م’’ عضو في شلة ’’ش’’ رغم شكله الشاذ وسطهم .. وكذا أصبحت زوجته صديقة لصديقات زوجة ’’ش’’ ..رغم شكلها المخالف .. وحلت تلك الصحبة محل صحبتهم القديمة التي لم يعد لها وقت ولا مكان في ظل مفاهيم وأفكار جديدة بدأت تحل بتلك الأسرة الصغيرة .. فقد كان العمل التطوعي والخيري مع تلك الشلة يأخذ معظم اليوم ولا يترك لهم وقت فراغ ..
ورويداً رويداً .. تآكلت لحية ’’م’’ واختفي جلبابه .. ولم تلبث أن بدأت الزوجة تبدي تبرمها من النقاب .. ’’أشعر بالاختناق .. الجو حر جدا .. بأحس بكتمة نفس’’ .. إلي أن اختفي النقاب ولم يعد له أثر وبررت ذلك لزوجها أنها اقتنعت بأدلة عدم وجوب النقاب .. ولم يستطع ’’م’’ الاعتراض فقد كان سباقاً في هذا الميدان ..وأصبح للبيت شكل جديد .. مسلسلات ’’هادفة’’ .. أغاني ’’هادفة’’ .. اختلاط ’’هادف’’ ..
وفي يوم من الأيام أخبر ’’ش’’ صديقه أن الشلة كلها هتروح رحلة لأحد الشواطئ وأنه لازم يكون معاهم ..
انزعج ’’م’’ ورد علي صاحبه .. "إزاي نروح البحر وأنت عارف المناظر اللي هناك شكلها إيه؟؟".. فضرب ’’ش’’ كف بكف وقال له "حقيقي مفيش فايدة فيك .. مهما نحاول نطورك هتفضل متحنط كدة طول عمرك .. !!.. إحنا مالنا ومال المناظر اللي هناك .. وبعدين ما المناظر دي بتلاقيها في الشغل وفي الشارع وفي المواصلات .. هل دة معناه إنك تقعد في بيتكم ومتخرجش؟؟"..
’’م’’ قال "لكن في الشارع والشغل والمواصلات أنت مضطر لأنك خارج لضرورة .. لكن لما تروح للبحر عشان تتفسح مفيش ضرورة لكن فيه ضرر" ..
وكان رد ’’ش’’ .. "إحنا ناس ملتزمين نخرج بالتزامنا لأي مكان وملناش دعوة باللي حوالينا بالعكس إحنا ممكن نكون بالتزامنا قدوة لغيرنا" ..
وطبعاً وكالعادة بعد حوار قصير كان ’’م’’ سريع الذوبان .. أقصد سريع الاقتناع..
المهم .. سافرت المجموعة لأحد المدن الساحلية ونزلوا في فندق قريب م البحر .. واجتمعت النساء ترتب السندويتشات والأكل ليوم كامل علي البحر .. ولما قربوا ينزلوا زوجة ’’م’’ شافت واحدة منهم بتحط ميك آب .. فراحت لها وقالت لها "هو مش دة حرام وانتي خارج البيت؟".. فردت عليها "لآلآلآلآ.. أصل أنا مرهقة ووشي مصفر شوية وسمعت من الدكتورة "A"أن الواحدة ممكن تحط ميك آب خفيف عشان بس تغطي أي ارهاق أو اصفرار .. مفيش مشاكل يعني" ..
نزلت المجموعة كلها علي الشاطئ وكانت المناظر في كل مكان ’’مقرفة’’ بمعني الكلمة ..
حاول ’’م’’ يغض بصره شمال .. يمين .. يحط وشه في الأرض .. لغاية ما لقي النجدة في السماء فلم يجد فيها إلا الطيور .. ولكنه بقي معظم اليوم متململ ومنزعج من وجوده في هذا المكان .. وكانت حوارات الشلة هزار وضحك وشوية كلام عن مشاريعهم الخيرية المقبلة ..
وبدأ ’’م’’ يشعر بالإختناق من كل شيئ حوله .. فتسلل من بين الجميع وانطلق ناحية البحر يقف أمامه لعل أمواجه تطفئ مشاعر الغضب والحنق والحزن التي اجتاحته فجأة .. فتذكر حياته السابقة وكيف كانت حياة راكدة لكنها كانت هادئة وهانئة وراضية .. وراجع حياته التي يحياها الآن .. وكيف أن السعي هنا وهناك وجلوسه مع تلك الصحبة قد استنزف كثير من وقته وجهده ولكنه يجد نفسه بعد كل هذا الجهد والوقت لم يقدم شيئ حقيقي لنفسه لم يرقي في طاعاته وقربه من ربه فانشغاله بالخلق أشغله عن نفسه وعن خالقه .. بل لربما يكون "إلف العادة" قد أنساه الاحتساب فيما يفعل من أعمال خير ..
نظر حوله للمكان الذي هو فيه الآن .. كيف أتي لمثل هذا المكان الموبوء ؟ كيف رضي أن يأتي بزوجته لمكان يمتلئ بالقذارة من الرجال والنساء علي الشواطئ ..
وفجأة شاهد ’’م’’ موجة مرتفعة تسارع نحو الشاطئ والناس سعيدة بتلك الأمواج المرتفعة .. ولا يدري لماذا تذكر ’’تسونامي’’ تلك الأمواج التي لم تترك طفلاً ولا شيخاً ولا ضعيفاً .. ولم تغادر صالح من طالح .. فقد ابتلع تسونامي الجميع .. فالعذاب إذا نزل علي أهل الفساد فسيعم الجميع .. {واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة} ..
فكيف إذاً بمن سعي ليتواجد في مناطق الفساد بدعوي الترفيه والتنزه.. ؟؟.. فماذا لو نزل غضب الله تعالي علي مستحقيه في هذا المكان وكان هو وزوجته ممن يحل عليهم هذا الغضب لتواجدهم في هذا المكان بلا ضرورة ؟؟.. ماذا سيقول لربه ؟؟..
راجع حياته وسأل نفسه ..
هل كان يتمني أن يلقي ربه وهو في حياته الأولي الراكدة لكنها آمنة لأنها خارج نطاق الشبهات ؟؟..
أم يلقاه الآن وقد أوحلته الشبهات حول الحمي يوشك أن يقع فيها؟؟..
وتذكر كيف أوقعته مصاحبته لـ ’’ش’’ في طريق يقذفه إلي الحرام قذفاً لأنه أورده طريق الشبهات فلم يعد بينه وبين الحرام وقاية ..
وتذكر أن ’’ش’’ الذي كان كثيراَ ما يُدعم أقواله بكلمات لعلماء بل وكتب لعلماء أجلاء من السلف ويؤكد أن تلك الكتب أباحت هذا القول أو ذاك .. لكنه عندما اشتري تلك الكتب ليبحث فيها ويستزيد علماً .. وسأل ’’ش’’ أين قول العالم الفلاني في الكتاب الفلاني .. فكان ’’ش’’ يتلعثم ويرتبك واضطر في النهاية أن يخبره أنه لا يعلم وأنه عندما ذكر له تلك الكتب .. كانت فقط لأنه استمع شيخه ’’الثقة’’ يذكرها لكنه في الحقيقة لم يطلع عليها بل كان يزين بها أقواله ليوحي بأحقيته ..
واكتشف أن ادعاءات ’’ش’’ لم تكن إلا اجتزاءات وتحريفات وفي أفضل أحوالها اقتفاء لزلات ..
وتذكر كيف أنه شاهد ’’ش’’ يستمع لأغاني عاطفية وعندما حدثه بأن ذلك يخرج عن نطاق الغناء ’’الهادف’’ المتفق عليه .. رد ’’ش’’ بأن هذه الأغنية معانيها يحملها ويعني بها زوجته فلا ضير في ذلك .. وبالتالي بدأ مسلسل التنازل ’’بالهادف’’ واستمر حتي ’’الحضيض’’ ومن يدري التبريرات التي يمكن أن يسمعها لإباحة أي فساد آخر ..
وتذكر كيف كانت تلك المجموعة تتعمد التشكيك وازدراء العلماء والمشايخ السلفيين ولم يتركوا نقيصة إلا وألحقوها بهم .. بدء من مشايخ النفط وانتهاء باتهامهم بالتطاول والعصبية والتعصب .. وما نقموا منهم إلا أنهم قالوا ’’هذا قول ربنا وهذا فعل نبينا’’ ولم يتمسكوا بأقوال بشر ولا زلات علماء ..
وتذكر كيف أن ’’ش’’ عنفه بشكل قاسي عندما وجده يستمع لأحد هؤلاء العلماء وسخر منه وأخبره أن السماع لهؤلاء سيعيده ’’للكهف’’ الذي كان يعيش فيه قبل أن يعرفهم ..
انتفض ’’م’’ وحاول إفاقة نفسه وانطلق يجري ولكنه كان قد قرر أن يعود ..
لآلآلآلآلآ .. لن يعود لحياته الأولي كاملة كما كانت .. فبالرغم من أنها كانت حياة آمنة لدينه لكنها أوقعته فيما هو فيه الآن .. فقلة العلم كادت أن تورده المهالك .. فلو كان عنده علم شرعي لحماه من الزلل ولأمكنه من صد كل شبهات ’’ش’’ .. لآلآلآلآلآ .. لن يعود لانغلاقه وانعزاله .. فالمسلم يجب أن يتعلم العلم وينشره بثبات ويقين .. لا أن ينغلق به وينعزل عن الناس ..
و .......
لآلآلآلآلآ .. لن يعود لحياته الثانية .. فحياة ’’ش’’ حياة أناس يحبون الحياة ويريدونها كما هي بكل مباهجها وزينتها مع ’’لمسة’’ أو ’’رتوش’’ دينية .. ويعلنوا بذلك أنهم دخلوا عالم الإلتزام ويجعلوا من أنفسهم عنوان للملتزمين وللوسطية .. والحقيقة أنهم متقفي آثار الشبهات .. مقتنصي زلات العلماء ..
انطلق ’’م’’ لزوجته وجذبها من يدها وانطلق بها فيما كان الجميع ينادون عليه متسائلين عما حدث له .. وكانت زوجته مذهولة من حاله متسائلة .. فكان جوابه .. "لازم نفوق م اللي احنا فيه ونكون مسلمين بجد .. لازم نعرف ديننا صح ولازم ننشره صح .. مش هنقفل علي نفسنا زي ما كنا زمان .. ومش هنسعي في الأرض من غير علم حقيقي زي ما انخدعنا مع ’’ش’’ وشلته .. حقيقي ’’ش’’ وأمثاله قدروا يفتنوا الناس لأنهم متفاعلين معاهم ومليين حياتهم بمشاريع لصالح الناس .. فالناس أتأثرت بيهم وجعلتهم رمز للإلتزام والتدين .. مش عشان تدينهم لكن عشان تفاعلهم .. وأن فيه كثير من اللي عندهم العلم الحقيقي لكن انعزالهم في صومعة العلم وفقط .. جعلهم بعيد عن التفاعل مع الناس وبالتالي كثير من الناس بيرفضهم ولا يقبل الحق الذي بين أيديهم .. عشان كدة لازم تحقيق التوازن لمعادلة العلم والعمل ..
وبكدة بدأت حياة جديدة في حياة ’’م’’ وزوجته .. لكنها المرة دي حياة صح لأنها بدأت صح .. بدأت بنور العــــــــلم ونية العمـــــــــــــل ..

الخلاصة ..
خطي خطوة لتحت .. إيه المانع من خطوات كمان لغاية ما نسقط في هاوية ..
خطي خطوة لفوق .. إيه المانع من استمرار الصعود ..
الخلاصة ...
عزلة من غير علم ولا عمل ----> غلط
انطلاق وتفاعل من غير علم ----> غلط
علم مع عزلة ----> غلط
الصح اللي فيه الخير للمسلم ولمجتمعه .. العلم والعمل والتفاعل ..
مش لازم أقضي عمري في طلب العلم وبس .. فالعلم بحر لا يشبع شاربه .. ورحم الله زماناً كان الرجال فيه لا يتعلمون إلا بقدر ما يعملون ..
ومش لازم أقضي عمري أدور في دايرة الخدمات والبحث عن مشاكل المجتمع من غير ما أقف مع نفسي وأعلمها العلم بحق عشان تعرف تتحرك صح .. ومش للدرجة اللي تنسيني نفسي وترقيتها في الطاعة لأن في النهاية {وكلكم آتيه يوم القيامة فردا}
لازم موازنة بين العلم والعمل .. لازم تقف علي أساس متين وبعدين تنطلق..
*********
قصة من واقع دعوات النهضة وصناعة الحياة .. لكنها صناعة لغير المحترفين .. لأنهم لم يأخذوا الفن من أربابه .. فضلوا وأضلوا ..

الخميس، 14 مايو 2009

لا تقولوا لنا سلفي ولا صوفي .. لا سني ولا شيعي .. وقت المعركة لازم نلم الشمل ونسعي للوحدة !!!!

أعلنت دولة واق الواق .. وبلاد تركب الأفيال .. وبلاد تررررررررركب الهوا.. وجمهوريات الموز .. تكوين تحالف دولي وإعلان الحرب علي المسلمين خلال 48 ساعة ..
ارتبك المسلمون ووقعوا في حيص بيص ... وبعد طول تفكير لم يكن أمامهم إلا أن يعلنوا فتح باب الجهاد لصد الغزو البربري الهمجي .. وظهرت الدعوات الوحدوية ..
يا كل مسلم ..
دعوة لنبذ الخلاف .. دعوة لوحدة الصف .. دعوة لجمع الشمل ..
دعوة نقدر بيها نقف أمام أعداءنا وننتصر عليهم ..
يللا يا مسلمين صف واحد أمام أعداءكم ..
يللا يا مسلمين فتحنا مكتب لتجنيد الشباب يقوم عليه مجموعة من ’’مشايخ الوحدة ونبذ الخلافات’’ .. فتقدموا وسجلوا أسماءكم لنصرة دينكم ..
طبعاً تجمع الملايين من الشباب لتسجيل أسماءهم بكل اندفاع وحماسة.. لكن كان فيه خناقات علي بوابة التسجيل .. الصوفي مش طايق السلفي .. والرافضي مش طايق السني .. ولم يملك الشيخ محمد أحد المشايخ المنظمين لجموع الشباب إلا تقسيم هؤلاء الشباب في مجموعات بحسب انتماء كل منهم .. ليقوم بعد ذلك بإدخال مجموعة تلو الأخري للجنة ’’مشايخ الوحدة’’ ليُقيِّموهم ويبحثوا مدي أهليتهم لدخول تلك المعركة ..
دخل الشيخ محمد وقدم المجموعة الأولي للجنة المشايخ فقال لهم ..
’’هيدخل لكم دلوقت مجموعة شباب غرقانة في الذنوب .. بس علي فكرة هم بيقع في الذنب عن جهالة أو ضعف لكن بيقولوا نفسهم يتوبوا’’ ..
الشيوخ قالوا .. ’’معلش .. معلش .. ربنا يتوب عليهم .. أكيد هنحاول معاهم .. وإن شاء الله تكون النصرة علي إيدهم’’ ..
اللي بعده ..
هيدخل معانا مين تاني؟
الشيخ محمد قال .. ’’الشباب اللي معانا دلوقتي .. شباب ملتزم علي الطريقة التيك آوية .. جمع ما بين بعض الطاعات والأمور الدنيوية .. كوكتيل من البدع والمخالفات والمعاصي و’’تطوير الدين ليلائم الحياة العصرية’’ .. وبيقدموا نفسهم أنهم صورة للمسلم المودرن .. ولكل بدعة عندهم تأصيل .. ويبرروا ضلالتهم بالرجوع لكلام العلامة اللي بيبيح كذا وكذا .. ولو قلنا لهم بس النبي قال .. أو الصحابة عملوا .. يقولوا لك .. هو أنت هتفهم أكثر من الشيخ الفلاني والعلامة العلاني ؟؟.. وبيصمموا علي بدعتهم ومخالفاتهم ..
الشيوخ اتنرفزوا وقالوا .. ’’هتوهم هتوهم .. انتوا ناقص عليكم تكفروهم .. إيه التعنت اللي أنتوا فيه دة .. يا ساااااااااااااااااتر عليكم .. الناس مسلمة ومتربية ومتدينة وآخر حلاوة آهية .. بس أنتوا بس بلاش التلاكيك الفارغة بتاعتكم دي .. ’’ ..
هااااااااا اللي بعده ..
هيدخل معانا مين كمان ؟؟..
هيدخل معانا ناس بتتبرك بالأضرحة .. وبتدعي الأوليا .. وهيمانة في الموالد .. وبتؤمن بقداسة بعض البشر .. ومهما وعظت فيهم .. تلاقيهم مصممين .. ويجادلوا بالكرامات اللي وردت في قصص الأقدمين !!!
,,المشايخ’’ ..إممممممممممممممممممم ..
مش مشكلة .. ووووووووماله .. مش وقت خلافات دلوقت ..
ومادمنا في وقت شدة فـ يلآلآلآلآ إديها مدد مدد مدد .. ’’
يللا .. اللي بعده ..
هيدخل معانا مين مين ؟؟
هيدخل معانا ناس بتعتقد بعصمة البشر .. وبتسب في أبوبكر وعمر .. وبتقذف أمنا عائشة بأقذر التهم ..
,,المشايخ’’.. أوووووووووووووه ..
إمممممممممممممممم..
يعني .. هو طبعاً عيب يعملوا كدة وميصحش ومش أصول .. بث يعني .. نعديها ونفوتها ونبقي نشوف الموضوع دة بعدين .. أنتم مش شايفين حالنا والنكبة اللي احنا فيها؟ .. يا جماعة دة وقت وحدة .. والحرب علي الأبواب .. مقبولين مقبولين ..
!!!
طيب يا أسيادنا المشايخ .. مادمتم مبحبحينها كدة ومتبعين ’’المذهب البحبحاوي’’ في جمع الكلمة ونبذ الخلاف .. فيه مجموعة من النصاري بيقولوا أنهم إخوانكم في الوطن وعايزين يشاركوا في معركتكم ..
فكان رد المشايخ .. بما إننا بنكره الفتنة الطائفية وبما إن الناس جاية مد إيديها لينا .. فلازم نمد إيدينا ليهم بردة .. يعني مثلاً هنكسفهم واللا نزعلهم ..هاتوهم يا سيدي هاتوهم .. يا مرحب بيهم يا مراحب ..
طيب يا مشايخ .. قبل ما نقفل باب التسجيل بس يعنييييي لسة فيه ناس كدة شكلها مش ولابد .. دقونهم طويلة ولابسين جلاليب وقاعدين يخطبوا ف الناس إنهم لازم يرجعوا لنهج السلف وما كان عليه الأوائل .. وأن هذا هو طريق النجاة والنصر ..
الشيوخ في نفس واحد لآلآلآلآلآلآلآلآلآلآلآ.. هِشوهم اكرشوهم دول ممكن يبوظوا تجمعنا ويفرقوا كلمتنا .. ابعدوهم بسرعة ..
لكن الشيخ محمد راجعهم وقال لهم .. يا جماعة كدة هيكون موقفكم مش مظبوط وهتكونوا كأنكم بتضطهدوهم .. أنا رأيي أنكم تددخلوهم بس حطوهم فترة في ’’الحجر الفكري’’ وحاولوا تسنفروا شعاراتهم الفارغة دي شوية عشان يكونوا من النوع المألوف ويقبلوا التعايش ..
المهم..
تم بناء المعسكرات سريعا وطلعت الأسلحة من المخازن .. طبعاً كان الصدا ملاها وحالتها بالبلا .. النصاري قالوا ياي إزاي ننتصر بالخردة دي .. ؟؟
المسلمين ردوا .. احنا بنقاتلهم بإيماننا مش بالأسلحة .. والنصر قادم بعون الله .. عشان كدة نحاول نتدرب علي قد ما نقدر علي الأسلحة البسيطة دي .. وعايزين نقضي ليلنا في صلاة ودعاء ونطلب العون من الله أن يثبتنا وينصرنا عليهم ..
المشايخ فرحوا بالروح المعنوية للمسلمين ودعوا لهم بالنصر والثبات .. ودخل الجميع خيامهم للاستعداد للمعركة صباح اليوم التالي ..
المشايخ أقاموا الليل في الصلاة والدعاء .. ثم قرروا المرور علي معسكرات الشباب للاطمئنان علي حالهم ..
مروا بخيمة فلاقوا دخان خارج من الخيمة انزعجوا وقربوا .. فاكتشفوا إن دة دخان سجاير وشيشة .. وشافوا شباب بيلعب طاولة وكوتشينة .. وسمعوا كلام الشباب اللي كانوا بيخططوا للمعركة في الجو دة .. وكانوا بيقولوا لبعض .. شوفوا يا شباب احنا مع جمهورية الموز نبعت لهم شوية قرود يخلصوا عليهم أو ناكل إحنا الموز ونزحلقهم بالقشر وبكدة نكون خلصنا من دولة من دول التحالف .. أما مع بلاد تركب الهوا .. فناخدهم في نفسين وتنتهي حكايتهم .. لكن هتفضل مشكلة بلاد تركب الأفيال .. دول بقي عايزين نشوف لهم واحد هندي يمشيهم .. وبكدة ننتصر ونرفع راية الإسلام عالية ..
المشايخ فضلوا مذهولين شوية .. ودخلوا عليهم يسألوهم .. هي دي الصلاة وهو دة الدعاء .. الشباب اتحرجوا وقالوا ما احنا صلينا ركعتين ودعينا دعوتين واتمرنا علي الأسلحة دي .. وآدينا بنحاول نخطط للمعركة .. واطمنوا اطمنوا دا احنا هنطيرهم من أول دور ..

صمت المشايخ قليلا وانصرفوا وهم يحوقلون ويكبرون .. وسابوا الخيمة دي وراحوا لغيرها ..
خيمة شباب الإلتزام المودرن .. وسمعوهم بيخططوا وكانوا بيقولوا في كلامهم .. ’’احنا هنبعت نتحاور معاهم ونسألهم ليه بتكرهونا أوي كدة .. ونشوف الأسباب الحقيقية لتلك الكراهية ونحاول نعالجها .. ونقول لهم إحنا جايين لكم ماديين إيدينا فبلاش تكسفونا .. وهنبعت وفد يمثل المسلمين حتي لو كانوا رافضين فمش مهم .. المهم إننا نحاورهم ونراضيهم ونوريهم الوجه المعتدل للإسلام’’ .. المشايخ اتنفضوا ودخلوا عليهم وصرخوا فيهم ’’تحاوروا مين يا ناس ؟؟.. دول عالم بتسب دينكم وأعلنت الحرب عليكم هتكلموهم في إيه وتحاوروهم عن إيه .. الحوار بيكون بين أنداد .. لكن طول ما أنت مكسور وضعيف فحوارك مع المتطاول عليك معناه استسلام وهزيمة ’’ .. الشباب بصوا للشيوخ شذراً وقالوا لهم إحنا مصممين علي كلامنا وآخدنا قرارنا بعد استشارة قائدنا اللي أيدنا واحنا خلاص رايحين ومش مستنيين رأيكم ..
وسابوا المشايخ ومشيوا ..
الشيوخ حسوا بالإحباط .. لكن قرروا الاستمرار في المتابعة لباقي الخيام ..
ولما قربوا من خيمة الصوفية .. سمعوا خبط ورزع وطبل وهمهمات ودمدمات ودعوات بالمدد والاستعانة بالأوليا .. يا سيدنا كركر يا سيدنا فرفور .. يا اسيادنا من دمنهور لكوالالامبور .. نطوا عليهم السور .. وولعوا فيهم بوابور ..
المشايخ دخلوا وصرخوا .. لكن ولا حد التفت لهم لأن الجلالة كانت آخداهم .. لغاية ما واحد ربنا كرمه وفاق من غيبوبة التشنجات .. وقال لهم ’’أبشروا هتشوفوا بكرة العجب العجاب’’ .. المشايخ سألوهم إن كانوا اتدربوا علي الأسلحة .. فانتفض كبيرهم وزمجر وقال ’’أسلحة إيه دا انتم بكرة هتشوفوا من كرمات وبركات الأوليا اللي يفتت الصخر والحديد ,,
..!!! انصرف المشايخ واجمين ولم ينطقوا بكلمة ..
وعندما اقتربوا من الخيمة التالية ’’خيمة الروافض’’ .. سمعوا صوت غريب يشبه صوت الحفر .. وعندما نظروا داخل الخيمة وجدوا الشباب يعمل بكل جد لحفر الأرض فيما يشبه النفق .. فتهللت أسارير المشايخ وخمنوا أن هذا النفق خطة محكمة لمعركة الغد .. لكنهم عندما قربوا من الشباب وجدوهم يحملون المصابيح والشموع وينادون ’’يا مهدي يا مهدي’’ .. فسأل المشايخ من هو مهدي ؟؟.. فأجابوهم هو المهدي ’’عج’’ الذي دخل السرداب من مئات السنين وننتظر خروجه وهيكون النصر علي إيديه بث هو يخرج بث واحنا نعرف نوريهم .. وعلي فكرة احنا منقدرش نحارب إلا بإذن الأئمة المعصومين اللي يقولوا لنا يا شمال يا إما يمين .. لكن خلينا في انتظار المهدي أحثن ..
نكس المشايخ رؤوسهم وخرجوا من الخيمة .. وأيقنوا أنهم بدأوا يتجرعوا مرارة فكرهم الوحدوي الذي اعتمد علي أن كلمة مسلم ’’تجب’’ ما سواها .. وهاهو الواقع يكشف لهم ركاكة فكرهم ..
وعندما اقتربوا من خيمة النصاري .. سمعوا مناداتهم لربهم يسوع ودعوات له بالنزول وتحقيق النصر الذي يرغم المسلمين علي الخضوع للصليب ..
هنا اغمي علي أحد الشيوخ ولم يتمالك الباقي نفسه من البكاء ..
ورجعوا لأنفسهم بأنهم ظلموا دينهم وظلموا أمتهم بفكرهم الوحدوي الذي يدعي أن هناك نهضة وعزة لأمة محمد بنهج وفكر يجمع ويلم شمل المتردية والنطيحة مع العقيدة النقية الصافية .. وأن الصحابة وفيهم محمد صلوات ربي وسلامه عليه هُزموا لعصيان أمر واحد .. فأني لأمة مليئة بالمعاصي وأني لأمة تهاونت في العقيدة وأني لأمة تصالحت مع عدوها قبل أن تتصالح مع نفسها .. أني لمثل تلك الأمة من نصر أو نهضة .. فهذه الأمة ليست كغيرها من الأمم .. فإن كانت اليابان أو ألمانيا أو غيرهم قدروا ينهضوا ويتقدموا بالعمل الجاد والدؤوب .. فإن أمة محمد صلي الله عليه وسلم مهما عملت ومهما جدَّت فليس لها من دون عقيدتها الصحيحة قائمة .. ولن يكون من نهضة ولن يكون من نصر إلا بالثبات علي النهج الذي كان عليه الأولون بلا تحريف ولا تزييف ..
وعندما كان المشايخ علي وشك العودة لخيمتهم مروا بخيمة الشباب المنتهجين لنهج السلف الصالح .. فوجدوا ما يشرح الصدور من صلاة ودعاء وتذكير بالغزوات وكيف صمد الصحابة وكيف واجهوا الشدائد وكان التواصي بين الشباب بالصبر والثبات علي الحق وتواعدوا بالتلاقي في الجنان .. وكان كل شاب يذكر صاحبه بسنة من سنن النبي صلي الله عليه وسلم علها تكون فاتحة النصر ..
هنا .. نظر المشايخ بعضهم لبعض ولسان حالهم يقول ’’من هنا يأتي النصر.. ولن نخوض معركة إلا بجيش كله أو جله علي شاكلة تلك الخيمة ’’ .. وقرر المشايخ عدم خوض الحرب وإعلان هدنة والسعي لإعداد أمة علي قرآن وسنة بنهج سلف الأمة ..
*************
قصة أهديها لدعاة التعايش مع كل الكائنات حتي الزواحف والحشرات ويظنون أن بهؤلاء يمكن أن تنهض أمـــة .. فنقول لهم .. نعم .. يمكن ذلك لكل الأمم .. إلا أمة الإسلام .. فنحن قوم أعزنا الله بعقيدة نقية فإن ابتغينا العزة والنصر بعقائد الهوي والضلال أذلنا الله ..

الجمعة، 17 أبريل 2009

يا تري مين هيكون أول من يقول هابي إيستر بمناسبة اللي قامت قيامته؟؟؟!!!

..بعد كام يوم هيكون عند النصاري عيد إسمه ’’عيد القيامة’’ .. العيد دة مناسبته حسب اعتقادهم أن الرب أو ابن الرب أو الاتنين في واحد - هم نفسهم مش محددين بالظبط هو مين -

المهم ..

أنه نزل يفدي البشرية من خطيئة آدم اللي كان لازم يكون جزاءها الموت .. ولأن في مشكلة عند النصاري بين الرب العادل والرب التواب .. اخترعوا حكاية الفداء والصلب ومحبة الرب اللي نزل عشان يموت مكان الإنسان!!! .. وكانت النتيجة أنه ’’الرب’’ انضرب واتهان واتصلب و...... مــــــات !!! .. آآآه والله بيقولوا أنه مات .. ومش كدة وبس .. لأ .. دة كمان إندفن .. وبعد كدة طلع تاني للسما ... لآلآلآلآ .. يا جماعة دي مش حدوتة .. دي عقيدتهم ودة إيمانهم .. وعلي كل حال دة مش موضوعنا .. لأن دي ناس لغت عقلها وقبلت أنها تفكر في الرب الخالق جل وعلا بهذا الشكل .. لكن موضوعنا هنا بخصوصك أنت ..

أيوة أنت يا كل مسلم مؤمن برب واحد خالق ليس كمثله شيئ وقادر علي كل شيئ .. ومع ذلك ورغم دة كله .. نلاقي أخونا المسلم اللي مفروض أنه موحد بالله يروح بمنتهي البساطة ويهني النصاري بعيدهم !!! لأ .. مش كدة وبس .. وكمان يروح يحتفل معاهم بمناسبة ..!!!

طبعاً .. أنا مش هأتكلم عن فتاوي .. ولا عن اللي العلماء اللي أكدوا عدم جواز تهنئة بأعيادهم .. لأني متأكدة أنك ممكن تطلع أقوال لناس بتقول أن التهنئة دي حلال ومفيهاش مشكلة .. ’’ما هو إحنا أصبحنا للأسف في زمان ممكن نلاقي فيه بسهولة الفتاوي زي سندويتشات التيك أوي’’ ..

عشان كدة مش هنتكلم في التحريم أو الإباحة .. لكن هأكلمك أنت يا كل مسلم .. من فضلك بس عايزين عقلك ثواني يفكر في الموضوع دة ..هل ممكن أنت كمسلم مؤمن بالله الأحد الصمد .. تلغي إيمانك دة وتروح تهني النصاري بمناسبة عيد بيتطاولوا فيه علي الخالق جل وعلا !!!.. تهنيهم بمناسبة بيقولوا فيها عن الخالق - سبحانه- أنه تجسد في صورة بشر وانضرب واتعذب ومات ..!!!؟

طبعاً هتقول .. أنا مش بألغي إيماني ولا حاجة أنا بس مضطر أجاملهم لأنهم ببساطة ناس ذوق ولطاف وظراف ومفيش مناسبة إلا لما يجاملوني فيها فمش معقول أطلع قليل الذوق معاهم في المناسبات بتاعتهم؟؟؟

يااااااااه يا مسلم .. للدرجة دي يهون عليك ربك ؟؟ .. تجاملهم يا مسلم علي حساب عقيدتك ودينك؟؟

ناس بتتطاول علي ربك .. وأنت ببساطة كدة تروح تقول لهم كل سنة وأنتوا طيبين تعيشوا وتفتكروا وكل سنة كدة تعملوا لنا مندبة علي الرب اللي مات ’’تعالي الله عما يقولون علوا كبيرا’’

طيب .. هل ممكن تجاوبنا علي السؤال دة .. لو عندك جار طيب ولطيف وذوق جداااا .. لكن .. شتم أبوك وقال عنه كلام قذر جدا وكل يوم يشتم ويقول نفس الكلام ومصمم ميتراجعش ولا يعتذر عن اللي بيقوله .. وبيعمل مناسبات يجمع فيها الناس ويشتم أبوك قدامهم .. فهل ممكن تقول والله دة راجل طيب وانا هأروح أهنيه بالمناسبة اللي عنده ومش مهم أبويا ولا الشتيمة اللي بيقولها عليه؟؟

طيب .. يا مسلم .. ليه ربك أهون عليك من أهلك ؟؟.. يا مسلم ياللي متستحملش حد يمس طرفك أو طرف حد من عيلتك .. إزاي تتهاون وتهني وتتودد للي بيتطاولوا علي ربك؟؟
طبعاً النصاري نجحوا يروجوا لأعيادهم ولأفكارهم بمنتهي القوة .. لدرجة إننا بنلاقي ناس تقول عنهم دة فلان النصراني أحسن من فلان المسلم .. لأننا للأسف أصبح تفكيرنا في ديننا آخر حاجة .. المهم التعاملات الشيك والكلام الظريف .. مش مهم بقي بيقولوا إيه عن ربنا أو نبينا ..؟؟..

زي ما نجحوا يروجوا للفظة ’’الأقباط’’ ويقولوا أنها تخصهم كنصاري وبس .. رغم أن الكلمة تخص كل أهل مصر سواء مسلمين أو نصاري .. لكن هم روجوا أن اللفظ دة يخصهم بس لأن معتقدهم أن مصر بلد محتلة من المسلمين وأن المسلمين مش سكانها الأصليين ..

زي ما نجحوا في أنهم يحولوا عيد يخصهم لمناسبة تحتفل بها مصر كلها تحت مسمي ’’شم النسيم’’ .. ونلاقي معظم الناس بتحتفل بالعيد دة بهمة عالية وترتب الرحلات والأكلات وكأنه عيد الفطر أو عيد الأضحي .. فيه إيه يا جماعة ؟؟.. دة بمناسبة شم النسيم .. طيب يا إخواننا مفكرتوش مين شم النسيم دة وبتشموه في الوقت دة بالذات ليه ؟؟..

مصيبة لو مكناش نعرف .. والمصيبة الأكبر لو كنا نعرف ..

وبعد كل الكلام دة .. محدش يفتكر إن دي دعوة للإساءة للنصاري أو لمقاطعتهم .. بالعكس .. أنا كل اللي بأدعوا له أننا نرجع لديننا عشان نحقق الموازنة الدقيقة اللي أمرنا بيها ديننا .. بين الإحسان لأهل الكتاب اللي أمرنا بيها قرأننا ونبينا .. وبين عدم تضييع عقيدتنا وإهانة عقيدتنا لصالح عقيدة الآخرين ..

ربنا أمرنا بالبر والقسط مع أهل الكتاب .. نحسن معاملتهم .. لكن بدون اندماج .. لأن الإندماج هيحول حسن المعاملة لمحبة ومودة وترابط ودة مينفعش .. حتي لو كان أبوك أو أمك منهم .. لأن مودتك ومحبتك بس لأهل العقيدة ..

{لَا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ }

يا تـــــري بعد دة كله .. ممكن تقول لهم في المناسبة دي .. كل سنة وأنتم طيبين؟؟؟

يا تـــــري بعد دة كله .. ممكن تحتفل بشم النسيم؟؟؟

السبت، 28 فبراير 2009

هل علمت أنهم تطاولوا علي النبي؟؟ .. تااااااااااااااني!!! فيييييييين .. لآلآلآلآلآلآلآلآلآلآ.. المرة دي في بيتك أنت !!!!!!

الدنمارك تنشر رسوم كاريكاتورية مسيئة للنبي صلي الله عليه وسلم ..
النرويج والسويد وفرنسا وألمانيا تعيد نشر الرسوم المسيئة وتساند الدنمارك في موقفها ..
دول الاتحاد الأوربي تصف الرسوم بأنها تدخل في إطار حرية الفكر والتعبير ..
تصريح لكبير الفاتيكان بأن نبي الإسلام لم يجئ إلا بـ"ما هو شرير ولا إنساني مثل نشره الدين بحد السيف"..

القناة العاشرة بالتلفزيون الإسرائيلي تتطاول علي النبي صلي الله عليه وسلم وتنعته بألفاظ وقحة ..
***
تصريحات ومواقف أثارت استياءك وغضبك أليس كذلك؟؟
تصريحات ومواقف قد تكون خرجت أنت لأجلها في مظاهرات وأحرقت الأعلام وأعلنت المقاطعة ..
تصريحات ومواقف تراها تأتي في إطار المؤامرة والحقد الصهيوني الصليبي علي الإسلام ..
لكن ..
رويدك ..
فكر قليلاً ..
تأمل حالك وانظر لنفسك ..
ماذا رأيت ؟؟؟
يااااااااااااااا اللـــــــــــــــــــه ..
لقد تطاولت أنت عليه أولاً !!!
فكيف تغضب وقد منحتهم الفرصة ليتطاولوا ؟؟؟
لقد تجرأت أنت عليه أولاً !!!
فكيف ترفض وقاحتهم معه؟؟؟
لقد استهنت أنت به أولاً !!!
فكيف تتعجب من استهزائهم به ؟؟؟
نعم ..
أنت .. أنت ..
عندما خالفت أوامره .. >>>> تطاولت عليه ..
عندما أنفت من هيئته .. >>>> تجرأت عليه ..
عندما قلدت أعدائه في طريقة حياتهم وتصرفاتهم ..>>>> استهنت به ..
انظر جيدا لنفسك ولا تنكر .. وتذكر جيداً كم من مرة تطاولت عليه ؟؟..
عندما أمرك بالصلاة .. فتكاسلت عنها .. أو تراخيت عنها في جماعة .. >>> تطاولت عليه ..
عندما نهاك عن سماع الأغاني .. وأصررت أنت عليها .. >>> تطاولت عليه ..
عندما أمرك بغض البصر .. فأطلقت لبصرك العنان في الشوارع وعلي الفضائيات >>> تطاولت عليه ..
عندما أمرك أختاه بالحجاب .. فرفضتيه ..>>> تطاولتِ عليه ..
عندما أمرك أختاه بحجاب شرعي .. فتحايلت بحجاب متبرج متمكيج متعطر ..>>> تطاولت عليه ..
انظر جيداً لما فعلته مع نبيك ..
لقد تطاولت عليه بالمخالفة .. ولم تكتفي ..
بل تجرأت عليه بالاستهزاء بأوامره والادعاء أنها ’’أولد فاشون’’ ولا تناسب العصر ..
ووصل بك الاستهتار أنك لم تكتف بإنكار أوامره أو مخالفتها فحسب .. بل تماديت باللهث خلف أوامر أعدائه وهيئتهم وسلوكياتهم وتقلدهم بكل خضوع وانقياد ..
فقل لي برك كيف تغضب له .. وقد فعلت به ما تنقمه من غيرك ..؟!
وكيف تغضب عليهم .. وقد فتحت لهم بيديك الباب لينالوا منه ..؟!
والنتيجة ..
أنهم لأنهم يعرفون حقيقتك ويعرفون إساءاتك له .. >>> لم يُبالوا بغضبتك ..
ولأنهم يوقنوا ببالونية غضبتك .. >>> أدركوا أن صراخك وثورتك ما هي إلا جعجعة فارغة ..
ولأنهم يعلموا أنك لم تحبه بحق .. >>> اطمأنوا لقلة حيلتك فزاد فجورهم وتفحشت وقاحتهم ...
والحل ؟؟!!
أخي .. أختي ..
يا مَن يدعي حب النبي صلي الله عليه وسلم ..
الحب ليس أقوال ولا ادعاءات ولا صرخات وثورات عقب كل أزمة سرعان ما يتلاشي ..
فدليل الحب >>> اقتفاء أثر مَن تحب >>> والتزام أمر مَن تحب >>> واجتناب نهي مَن تحب ..
فلو عرفوا قدره عندك >>> لما تطاولوا عليه ..
لو رأوا هيئته حية فيك >>> لما استهزوا به ..
لو رأوا أقواله ناطقة فيك >>> لما تجرأوا عليه ..
الحل ..
أن تثبت لهم أن النبي صلي الله عليه وسلم لازال حيٌّ في كل مسلم.. وأنه أغلي علي كل مسلم من نفسه التي بين جنبيه .. ليس بالصراخ والهتافات بل بواقع حيّ ملموس في تصرفاتك وسلوكياتك وأقوالك..
في الالتزام بكل أمر .. واجتناب كل نهي ..
باختصار ..
أن يكون كلٌ منا رسولٌ لرسول الله إلي هؤلاء القوم .. يرون سيرته حية فينا ..
فالصالح فيهم >>> سيحب النبي من خلال أفعالنا التي تطابق أقوال وأفعال النبي الكريم ..
والفاسق فيهم >>> سيهاب النيل من النبي صلي الله عليه وسلم لأنه سيوقن أن أي مساس به ستكون عاقبته وخيمة من أناس لايزال ’’محمد’’ حيّ فيهم ..
هكذا حقاً تكون قد أحببته ..
هكذا حقاً تكون قد نصرته ..
شرطُ المحبة أن توافق من تحبَّ على محبته بلا نقصان
فإن ادَّعيت له المحبة مع خلافك ما يحبُ فأنت ذو بهتان