الثلاثاء، 19 أبريل 2011

الديمقراطية علي طريقة المهلبية المصرية


كثيرا ما ردد الليبراليون والعلمانيون ودعاة الحريات شعارات مطالبة بـ’’الديمقراطية والحريات والحقوق’’، وكان أهم ما عابوه علي النظام السابق قمعيته وديكتاتوريته وعدم تقبله للرأي الآخر .. حتي أنهم إذا قيل لهم تعالوا نحتكم للإسلام وشريعة الله لتضبط لنا حياتنا وواقعنا فإنهم يأبون إلا الديمقراطية والاحتكام لإرادة الشعوب ..

وفجأة رحل النظام السابق بشكل غير متوقع ولأول مرة يصبح شعبنا في مواجهة مع الحرية .. وكان التوجه الأعلي صوتاً هو من ينادي بـ’’الديمقراطية’’ والاحتكام لإرادة الجماهير وأكد هؤلاء أن شعبنا واعي وناضج ويمكن الاحتكام لإرادته .. ورضخ الجميع لمرجعية ’’الديمقراطية’’ التي تؤكد أن اختيار الشعب هو الذي يجب أن يسود وأن الأقلية عليها احترام اختيار الأغلبية مهما كانت ..

وكانت أول خطوات الديمقراطية أن نحدد بداية الطريق .. وبالتالي كان الاستفتاء علي الدستور هو النقطة الحاسمة .. وكان نزول الجماهير للإدلاء بأصواتها هو الاختبار الحقيقي .. وبالفعل تم هذا وسط انقسام طبيعي لفريقين ..فريق يقول ’’نعم’’ لبقاء الدستور .. وفريق يقول ’’لا’’ لاستمرار الدستور .. وكل فريق له أسباب ودوافع شتي، لكن الفريقين اجتمعا علي أن إرادة الجماهير واختيارها هو الذي سيسود ..

وتم الاستفتاء في أجواء إيجابية في مجملها ولم يستطع أحد الإنكار علي النزاهة والحياد الذي ساد في هذا الاستفتاء ’’إلا من بعض التجاوزات المحدودة’’.. وظهرت النتيجة بأغلبية تقول ’’نعم’’ وأقلية تقول ’’لا’’ .. وكان معظم من قال ’’لا’’ مصنفين علي أنهم من التيار الليبرالي العلماني الذي كثيراً ما تشدق بالحريات واحترام حقوق ’’الآخر’’ ، وبالطبع كان الاستفتاء هو المحك الحقيقي لمدي مصداقية دعاة الحرية .. وكانت النتيجة سقوط بل انهيار شنيع لهذا التيار واكتشفنا أن كثير من دعاة الحريات والحقوق إنما هم أدعياء وغير ملتزمين ولا مقتنعين بحدوتة الحرية والحقوق والديمقراطية..

وسريعاً ما سقطت الأقنعة .. فتيار الحريات والديمقراطيات وقبول الآخر سرعان ما صرخ ’’تولع الديمقراطية لو أتت لنا بهذا أو بذاك’’ .. وظهرت لنا تصريحات من عينة ’’الدولة مدنية واللي مش عاجبه يخبط راسه في الحيط ’’!!! .. وظهرت لنا الكثير والكثير من التعليقات التي خلاصتها ’’أن الشعب في معظمه جاهل وأمي ومنساق وراء التيارات الدينية التي أوهمته أن من يقول نعم في الجنة ومن يقول لا في النار .. وان من قال نعم إنما قالها بعدما اشتراهم الاسلاميين بـ’’شوية زيت وشوية سكر’’’’ .. وهكذا فوجئنا بأن التيار الذي طالما تغزل في الجماهير وإرادتها ووعيها ونضجها وراهن علي اختيارها قد تحول للتشكيك في تلك الجماهير لمجرد أنها قررت التوجه نحو اختيار لا يوافق اتجاهات العلمانيين والليبراليين..

وهكذا تأكد للجميع أن النظام السابق وإن رحل بقالبه لكن قلبه لازال ينبض في هياكل جديدة .. هياكل ترفض وتلفظ كل ما سواها وكل ما يخالفها بل وتستطيع أن تعد التهم المعلبة بلا دليل ولا بينة ويساعدهم في هذا امتلاك أموال ووسائل إعلام كثيرة وكبيرة .. وهكذا لم نجد هؤلاء يختلفون كثيرا عن من قالوا سابقا ان الشعب المصري ’’غير مؤهل للديمقراطية’’ .. وبالتالي لنا أن نتخيل أن ’’الوصاية’’ علي هذا الشعب لاتزال مستمرة وإن اختلف ’’الأوصياء’’.. وفي نظر هؤلاء لكي يكون الشعب ’’واعي وناضج’’ فلابد له أن يري بعينهم ويتكلم بلسانهم ويفكر بعقولهم أما ما سوي ذلك فسيكون شعب متخلف ورجعي وغير مثقف ويمكن شراء ذمته لتوجيه إرادته ..

لقد نسي هؤلاء أنهم إن شككوا في قدرات هذا الشعب إنما يشككون في أنفسهم إن وصلوا يوما للسلطة بإرادة هذا الشعب لأن نفس الاتهامات بالطبع سيتم توجيهها من جانب الأقلية آنذاك بأن الشعب خضع ’’لغسيل مخ وشراء ذمته’’ .. وبالتالي نجد أن هؤلاء قد فتحوا باب التشكيك في اختيارات هذا الشعب لأنهم هم من بدأ الترويج لمفهوم أن ’’الشعب جاهل ويمكن شراؤه ويمكن توجيهه والضحك عليه’’

لقد كان خلاصة ما رأيناه من أدعياء الحريات أنهم يريدون ديمقراطية ’’ملاكي’’.. حاجة كدة علي مقاسهم بالظبط وإلا فإنهم بما يملكون من مال ودعاية قادرون علي الصراخ وتشويه أي صورة تخالفهم مهما كانت نظيفة ومنضبطة وعلي حق .. وهكذا وبعد أن أصر هذا التيار علي ضرورة تطبيق الديمقراطية ورضخ لهم الجميع وظنوا أن الأمر بالفعل انصياع لإرادة الجماهير ولكن عندما خضع الجميع لقواعد اللعبة التي اختارها الليبراليون اذا هم ينكثون وينقلبون علي ما كانوا يدعون له من قبل.. واتضح للجميع أنهم إنما يريدونها ديمقراطية مقتصرة عليهم وبهم ولهم ولأجلهم .. أما من يخالفهم فهو الجاهل الأمي العامي .. لأنهم هم وفقط الصفوة القادرة علي توجيه الرعاع لما فيه الخير والصواب وفق ما يرونه صحيح

وللأسف فوجئنا بالإعلام في غالبيته متجاوب مع تلك الثلة ومفتقد لأبجديات الإعلام المحايد الموضوعي .. وتطور الأمر عندما فوجئنا ببيان أو تصريح للمجلس العسكري يقول أن مصر لن تكون غزة ولن يحكمها خميني آخر!!!! .. وهو كلام غريب وعجيب وتدخل سافر في إرادة الشعب لأن أسس الديمقراطية وأصولها تقول أن الشعب له ان يختار ما يريد .. فماذا لو أرادها الشعب دينية إسلامية؟؟ أليست هذه هي الديمقراطية؟ أليست هذه هي قواعد اللعبة؟ فلماذا تلك الإملاءات المسبقة؟؟!!!

تواكب كل هذا مع حملة منظمة تم شنها ضد التيار الاسلامي وتحديدا السلفي منه .. ولهذا وجدنا أنه يتم تمرير والتغاضي عن تصريح يتحدث عن ’’خناقة’’ انتخابية وهو تصريح يوازي إن لم يكن يفوق الحديث عن’’غزوة الصناديق’’ لأن من تحدث عن غزوة الصناديق كان في جلسة من المفترض أنها ليست موجهة للإعلام بعكس صاحب ’’الخناقة’’ الذي ظهر علي فضائية ويعي ويدرك أن الجميع يسمع وسيحلل أقواله .. ولا أدري صراحة ما الفرق بين ’’المعركة الانتخابية’’ وهو مصطلح متداول ومنتشر اعلاميا وشعبيا وبين ’’غزوة الصناديق’’ إلا إذا كان المتلقي متربص ومترصد ويريد اختلاق أزمة .. ومع هذا تم تمرير الأولي وانقلبت الدنيا علي الثانية .. وأيضاً تم التركيز علي الإسلاميين الذي وجهوا وحشدوا الجماهير لقول نعم واستغلوا المساجد ورجال الدين لذلك .. وفي نفس الوقت تم التغاضي عن الكنائس والرهبان الذين وجهوا جماهير أخري لقول لا ..!!

وعندما فرغت الادعاءات التي لها أصل بمعني ’’فيديو لشيخ’’ يتم تهويل معناه وتضخيم دلالاته والحديث عن الشيخ الذي قال والعالم الذي فعل والشيخ الذي عطس فبعد أن فرغوا من كل هذا تم التحول لاصطناع وتأليف أحداث وحوداث ونسبها للسلفيين كقطع الأذن وحرق الأضرحة .. وظهر الإعلام ليؤكد بشكل قطعي أن السلفيين هم الجناة في تلك الأحداث وتكلموا وكأن الأمر مسلم به وليس أمر يخضع للتحقيق .. وحتي بعد أن أثبتت التحقيقات أن السلفيين لا علاقة لهم بقطع الأذن ولا حرق الأضرحة فإن الاعلام ظل يردد نفس الاتهامات بشكل يدعوا للدهشة..

وكان الأمر العجيب أننا فوجئنا بجهابذة التيار الليبرالي المناهض لكل ما هو ديني حتي ولو كانت له أصول صحيحة وحقيقية فوجئنا بهم يتباكون علي حريق الأضرحة والإساءة إليها .. فكانت المفارقة أن كثير من أتباع هذا التيار قد يسخر من أحاديث صحيحة أو أمور دينية لها أصل صحيح لمجرد انها لا توافق عقولهم ويدعون لنبذها لأنها من وجهة نظرهم جهالة وتخلف .. لكن في هذا الموقف وجدناهم من مناصري الأضرحة وأتباعها .. مما يوحي بأن هؤلاء إن نظروا للدين فإنما يريدون دينا مُغَيَّبا أصحابه يسكنون مع المراقد وفي الأضرحة .. ولا يريد هؤلاء أبداً دينا واقعيا واعيا متحرك في المجتمع ..

علي كل حال استمرت التعبئة الاعلامية والعلمانية مستمرة ضد التيار الديني في وقت كان المجتمع يعاني من كثير من الأزمات سواء من ناحية الغياب الأمني وانتشار البلطجة وقضايا المفسدين الكبار .. لكن بدا من مثل هذا التوجه الإعلامي وكأن قضايا المجتمع تم حلها ولم يبق إلا السلفية التي تفسد السلام والأمن الاجتماعي .. وظل التيار الليبرالي والعلماني ومن يؤيدهم مصرين علي خوض معركة ضد كل ما له صلة بالدين أو بالاسلاميين وظلوا يفرضون عبر وسائل الإعلام إملاءات وواجبات في كيفية تشكيل الدستور الجديد وما يجب وما لا يجب في صياغة هذا الدستور وبالطبع كان التركيز علي نفي كل ما هو ديني أو اسلامي من أن يكون له وجود في الدستور أو في تشكيل الأحزاب ..

وبطريقتهم هذه كانوا نسخة مكررة من النظام الذي طالما حاربوه عندما قام هذا النظام بتفصيل دستور علي مقاس النظام الحاكم وحاشيته ويلفظ ما سواهم .. وبطريقتهم هذه كانوا نسخة مكررة من أرباب الفكر الديمقراطي الغربي عندما طالبوا بالديمقراطية في الشرق الأوسط لكن ديمقراطية لا تجلب لهم حماس لسدة الحكم ..

خلاصة الأمر

أننا الآن نواجه إما عيب جوهري وأصيل في فكرة الديمقراطية ذاتها والتي لا تقبل إلا ما يتوافق مع القوي المسيطرة ولدينا النموذج الغربي وموقفه من حماس التي وصلت للحكم بشكل ’’ديمقراطي’’ لكن تم رفضها لأنها لا تتوافق مع الأهواء الغربية..

وإما أن يكون العيب في التطبيق المصري للديمقراطية وأن الليبراليين والعلمانيين المصريين الذين صدعوا رؤوسنا بدعوات الحريات وقبول الآخر عندما وُضِعوا في اختبار حقيقي لمبادئهم فشلوا ولم يجدوا مفر امام هذا الفشل إلا تعديل أسس الديمقراطية ليقدموا للمجتمع المصري والدولي شكل جديد وهو الديمقراطية علي طريقة المهلبية المصرية...

الاثنين، 5 أبريل 2010

رســـــالة إلي ملحـــــــــــد .. !!!!

المشهد ..
بيبي لسة مولود مرمي في الشارع يصرخ ..اجتمع الناس حوله .. وقالوا حاولوا تشوفوا أمه يمكن تكون موجودة هنا واللا هنا ..خرج من بينهم ’’ملحد’’ وصرخ فيهم ..هل رأي أحد منكم أم لهذا الطفل؟؟قالوا لا ..قال فكيف عرفتم وأيقنتم إذاً أن له أم ؟؟ .. فأجابوه لأن دة شيئ بديهي أن لكل رضيع أم أنجبته..فرد الملحد هذا مجرد احتمال لكن مادام لم يراها أحد بعينه فهو احتمال غير يقيني ..ذُهل الناس وسألوه فما هي الاحتمالات الأخري إذن؟؟أجاب الملحد ..وهو يفكر بتعمق ..احتمال أن يكون قد قذفه المريخ إلينا فهو أقرب الكواكب مشابهة للأرض .. هو طبعاً ممكن يكون من زحل لكن دة احتمال مش مضمون ..وفيه احتمال أنه ناتج عن حدوث طفرة من ’’المادة الأم’’ اللي قاعدين ندور عليها ومش لا قيينها لغاية دلوقت؟؟ .. أما تفكيركم الساذج التلقائي بأن’’له أم’’ فهو تفكير غير يقيني وغير مؤكد وينم عن عقليات آلية لا تحاول البحث ولا الاكتشاف ..الناس تنحوا .. ولم يملكوا إلا السكوت .. لكن صراخ الطفل دفعهم للسؤال ..طيب عايزنا نعمل إيه دلوقت؟؟أجاب الملحد ..إحنا هننتظر إلي أن نطور اتصالاتنا بالكواكب الأخري ونتأكد منهم كوكب كوكب أن هذا الولد لا يخصهم ثم ننتظر حتي نصل في يوووووووووم من الأيام للـ’’المادة الأم’’ ونتأكد إن كان ممكن يحدث منها طفرة مفاجئة أدت لمثل هذا الوليد ..وبعدين أقول لكم نعمل إيه ؟؟رد الناس .. لكن لو انتظرنا دة كله الواد هيحمض معانا .. طيب نتصرف معاه إزاي .. ونقول له إيه لما يكبر ويسأل عن أصله ؟؟..الملحد .. شششششش .. بلاش تبقوا غوغائيين وسطحيين خليكم علميين .. احنا بنوصف الحالة كما هي ولا نجزم بحقيقة حتي نري بأم أعيننا ..مضت السنوات والسنوات والسنوات والواد لا يعرف له أصل ولا فصل .. ومات الملحد ومات الولد ومات كل الناس اللي كانت حاضرة الموقف ..وانتهت حدوتة الدنيا لهذا الولد دون أن يدري لنفسه أصل ولأنه لم يدري أصله ولا هدفه فقد مضي في الدنيا متخبطاً لا يدري إلي أين هو ذاهب حتي حانت النهاية..كلام مش منطقي مش كدة؟؟عارفة كمية الهجوم اللي ممكن تظهر في الردود ..لكن المتأمل الحقيقي سيجد مثالي هذا طبقه الملحد بشكل حقيقي وليس كاريكاتيري كما صوره المثال ..الملحد وجد كون دقيق منظم مثالي أو ... أقرب ما يكون للمثالية ..ووجد كوكب منضبط دقيق في نسبه وموازينه نسب بارعة لمكونات الهواء .. شكل نموذجي لبعد الكوكب من الشمس .. دقة مبهرة في دوران الكوكب حول نفسه وحول الشمس .. الخ ..ووجد مخلوقات مذهلة في تكوينها ومذهلة في ملائمة التكوين للبيئة الموجودة فيها ..ووجد ... ووجد ... ووجد ... ثم ..قال .. لا لا .. لا يوجد فاعل .. نفي التفكير الوحيد المقبول منطقيا .. بدعوي أنه احتمال وسط احتمالات .. وأنه غير يقيني فلم يره أحد .. لكن ماذا طرح في المقابل؟؟طرح أفكار غير منطقية وجعلها احتمالات مقبولة .. رغم أنه لم يراها ولم يتأكد من أي منها .. بل يطالبنا دوما بالانتظار ثم الانتظار ثم الانتظار ..وتنتهي حياتنا وتنتهي حياته ولازال ينتظر ..هل ترون الأمر مضحكاً أم مأساوياً ..أن تعيش في الدنيا تنكر كل شيئ طالما لم تدركه حواسك .. الحواس نفسها تشهد بالقصور وعدم الكمال .. تعيش في الدنيا وأنت تراها هي البداية وهي النهاية .. كجنين يظن رحم أمه هو مستقره الدائم ..كدودة قز تظن شرنقتها هي نهاية المطاف .. وسواء ظن الجنين أم لم يظن .. وسواء أدركت دودة القز أم لم تدرك .. فهي كائنات غير عاقلة غير مدركة غير مميزة .. أما الإنسان .. فهو المميز بالفكر فهو المميز بالإدراك فهو المميز بالبحث والمعرفة ..الإنسان يستلهم من الشواهد والوقائع ليصل إلي الأحكام والنتائج ..والواقع يقول لنا أننا نتحول من مرحلة لأخري ..مرحلة عدمية .. لا يُتصور منها خروج كائن .. مرحلة جنينية متطورة .. مرحلة الحياة الإنسانية .. وبالتالي فما أدرانا أنه الموت وفقط .. فالشواهد تنطق بخلاف ذلك ؟؟

السبت، 3 أبريل 2010

عندما يخون المحب من يحب .. تحت شعار الحب ؟؟؟!!!!


كان هناك رجل جليل حكيم عظيم جمع كل خير .. وقد أمضي هذا الرجل حياته في إقامة بناء شاهق عتيق مذهل في معماره وتصميمه .. ومذهل في محتوياته فكان فيه كتب وتحف قيمة وعتيقة ونادرة ..


وقد بذل الرجل عمره وجهده في الحفاظ علي هذا البناء ومحتوياته من أي مساس .. وواجه في سبيل ذلك كثير من الضغوط .. فقد كان هناك كثيرين من الراغبين في السيطرة علي هذا البناء وتغيير شكله ومحتوياته بحسب هواهم ورغباتهم .. وحاولوا ذلك كثيراً بالتهديدات تارة والإغراءت تارة .. لكن هذا الرجل ثبت وصمد أمام كل تلك الضغوط واستطاع الحفاظ علي عتاقة الطراز وسلامة المحتوي من أي عبث ..
وقد كانت كل الخلائق تقف خارج أسوار هذا البناء مبهورة ومتلهفة علي الدخول .. لكن الأمر كان صعب عليهم لأن هذا الرجل الحكيم كان يضع شروط صارمة لأي شخص يريد الدخول ومشاهدة معمار البناء أو الاطلاع علي محتوياته .. فقد كان يشترط العلم والثقافة العالية والانضباط والاحترام .. كما أن يشترط ملابس رسمية معينة لأي شخص يدخل المكان ..


لذلك ..كان عدد من دخل هذا البناء ليس بالكثير لكنهم مع ذلك كانوا يمثلون صفوة القوم وأفذاذهم .. وكان حصولهم علي عضوية هذا المكان مثار فخر وشرف لهم في مجتمعهم ..
إلا أن دوام الحال من المحال ..


فقد مر الزمان وهرم الرجل الحكيم وتوالت عليه الأمراض والآلام .. واحتاج للسفر للعلاج والراحة ..
وهنا .. احتار الرجل ولم يدر ماذا يفعل .. ؟؟.. وكان أمامه اختياران .. إما إغلاق البناء .. وإما أن يعهد به لمن يحافظ عليه .. وكلا الخيارين مر ..


فإغلاق البناء يعني حرمان الناس من دخوله والاطلاع علي محتوياته خاااااصة أنه قد يموت في رحلته هذه وبالتالي يظل المكان مغلق ومهجور .. وبهذا يكون قد أضاع تعب عمره وكفاحه سدي بدون أن يفيد غيره..


وفي نفس الوقت لم يكن لدي الرجل من يثق فيه ثقة كاملة ليُسلمه هذا التراث العظيم ويضمن أنه سيحافظ عليه ..


وفي النهاية .. ومع تدهور حالته الصحية .. لم يجد هذا الرجل مفر من اختيار المضطر .. وهو أن يظل البناء مفتوحاً لرواده ويبحث عن من يأتمنه عليه ..


وبعد طول تفكير .. قرر الرجل الحكيم دعوة الأعضاء الذين زاروا هذا البناء علي مر السنين ممن توافرت فيهم الشروط .. وبالفعل اجتمع الأعضاء ’’والذين كان عددهم ليس بالكبير لكنهم كانوا مثقفين ومحترمين وعلي علم وخلق عظيم’’ .. وأخبرهم الرجل عن مرضه وحقيقة حالته .. وأخبرهم أنه قرر تسليمهم هذا البناء أمانة في أعناقهم ليحافظوا عليه ويظل ينشر الخير بين الناس .. وأكد عليهم ضرورة أن ينتهجوا نهجه في الحفاظ علي هذا البناء قدر استطاعتهم وفي نفس الوقت العمل علي دعوة أكبر عدد ممكن لزيارة المكان بالشروط المذكورة لينتشر الخير بين الناس ..


ورغم خوف الرجل ألا يكون هؤلاء الأعضاء علي قدر المسئولية .. فلم يسبق واختبر مصداقيتهم وأمانتهم ..’’لكن ما باليد حيلة’’ .. وكان كل ما استطاعه هو توصيتهم بشدة علي رعاية المكان .. وحذرهم من التبديل أو التغيير وضرورة الحفاظ علي ما أمضي عمره في جمعه .. وأخذ منهم العهود علي تطبيق كل ما نصحهم به ..
وسافر الرجل وترك البناء ومحتوياته أمانة في يد هؤلاء الأعضاء الذين كادوا أن يطيروا فرحاً بهذا الشرف العظيم .. فقد كانوا يحبون هذا الرجل حباً جماً ويحبون هذا البناء حباً مخلصاً .. وقرروا بمنتهي الصدق والإخلاص أن يثبتوا أنهم علي قدر المسئولية وهذه الأمانة العظيمة التي تركها لهم الرجل الحكيم وتحقيق كل ما كان يتمناه هذا الرجل العظيم ..
في البداية .. أقبلوا علي عملهم بكل همة وإخلاص تماماً كما كان يؤديه الرجل الحكيم ..
ولكن بعد فترة أحسوا بعدم الرضي عن الإنجاز الذي يؤدونه رغم حرصهم وتفانيهم في أداء عملهم .. ورغم ذلك كان عدد الزوار الذين تنطبق عليهم شروط الدخول محدود للغاية .. وكان هذا يُشعرهم بالإحباط لأنهم كانوا يرون أن هذا المكان الرائع يجب ألا يكون زواره بالعشرات بل بالملايين لأن هذا البناء يستحق أن تستفيد منه البشرية جمعاء وليس عدد محدود ومعدود ..


لذا عقدوا اجتماع لبحث سبل حل تلك المشكلة ..


وبالفعل اجتمعوا كلهم .. وبعد طول نقاش .. ظهر اتجاه لدي عدد كبير من الأعضاء أن سبب المشكلة ليس تقصيراً ولا قصورا منهم ولكن السبب هو شدة وصرامة الشروط المفروضة لدخول المبني .. وكانت المفاجأة في ظهور توجه لدي كثير من الأعضاء يدعوا لإدخال بعض التعديلات التي تجذب عدد أكبر من الزوار .. وقد تزعم هذا الاتجاه العضو ’’ص’’ وهو من أكبر الأعضاء سناً وأكثرهم خبرة وعلماً ..


لكن هذا الاتجاه عارضه آخرون لكنهم كانوا قليلين .. وهؤلاء دعوا لبقاء كل شيئ كما هو دون أدني تغيير كما أمر صاحب المكان .. وتزعم هذا الاتجاه ’’س’’ والذي لا يقل عمراً ولا خبرة وعلماً عن ’’ص’’ ..


وأصر كل طرف علي رأيه بقوة وتصميم .. فما كان من ’’ص’’ وأتباعه إلا أن اتهموا ’’س’’ومن معه .. بقصور الرؤية والتكاسل عن خدمة هذا البناء العظيم الذي يحتاج أفكار جديدة ومتطورة تجعل هذا المكان مزار عالمي يقصده الزوار من كل مكان وأكدوا أنهم لن يخالفوا شروط صاحب المكان بل سيطبقوها .. لكن .. من خلال رؤية ومنظور أكثر عصرية ..
وحاول ’’ص’’ إقناع ’’س’’ بصدق وسلامة نيته وأن الأمر ما هو إلا معالجة مرنة للموقف وليس أكثر ..
وكانت حجته في هذا .. أنهم يجب ألا يتقيدوا بالقوالب الصارمة لأن الأمر قابل للـ’’الإجتهادات’’ وبالتالي يجب أن تكون لهم رؤية أعمق لحقيقة الأهداف والغايات النبيلة لهذا البناء .. وأن الرجل الحكيم رغم أنه وضع قوانين لكنه في نفس الوقت كان يتمني أن يدخل كل الناس ليروا محتوي مبناه .. وأنه فقط وضع تلك الشروط بتلك الصرامة لكي يتأكد من جدية الزوار ..


وطرح ’’ص’’ رؤيته في تطبيق التعديلات التي يريدونها .. فأكد أنه علي سبيل المثال.. ليس شرطاً أن يطبقوا بصرامة شرط ضرورة الدخول بالملابس الرسمية لأنه شرط شكلي وغير عملي .. ’’فالمهم اللب وليس القشر’’ .. وكذلك ..أن شرط ’’الاحترام والانضباط’’ يمكن توسيعه حبتين ليضم عدد أكبر من الناس بدلاً من التضييق والشدة ..
وأنهي ’’ص’’ كلامه بقوله أنه بهذه الخطوات سيمكنهم جمع أكبر عدد ممكن من الناس وفي نفس الوقت سيحافظوا علي شروط الرجل الحكيم لكن بمنظور أكثر مرونة ..
احتج ’’س’’ ورفض رفضاً تاماً أن ينتهج أي طريق آخر سوي الطريق الذي كان يسلكه الرجل الحكيم وأصر علي تطبيق الشروط التي فرضها الرجل الحكيم بمنتهي الدقة كما هي بدون أي تغيير .. وانتقد كلام صاحبه قائلاً له .. أنه خوَّل نفسه الحق في البحث عن نية صاحب المكان والادعاء أنه لم يكن يهدف لتطبيق الشروط وإنما كان يقصد كذا وكذا وهو احتمال ليس عليه دليل .. وأكد له في نهاية كلامه أنهم كمؤتمَنين ليس مطلوباً منهم إلا تنفيذ الأوامر كما هي .. لا أن يقوموا بتحليل تلك الأوامر والتكهن بأمور قد تكون خاطئة .. وقد يوقعهم هذا في خيانة الأمانة التي تحملوا مسئوليتها ..
واستمر الخلاف بين الطرفين .. وأدي هذا لإغلاق البناء طوال فترة الخلافات حيث لم يكن العمل ممكناً وسط كل تلك المشاحنات .. وتفاقم الوضع بحيث لم يعد ممكناً أن يستمر الفريقان معاً في العمل خااااصة وأن ’’ص’’ ومن معه كانوا مصرين علي تنفيذ رؤيتهم حتي ولو لم يرضي عنها ’’س’’ وأتباعه .. وحتي لو أدي بهم ذلك لتطبيق سياسة الأمر الواقع .. وأمام هذا الإصرار والتعنت لم يجد الفريقان بداً من اللجوء لحل خطير لكنه كان الحل الوحيد الممكن والمتاح ..
وهو أن ..


تقسيم البناء إلي قسمين متساويين بين الطرفين بحيث يكون لكل مجموعة منهما حق التصرف في الجزء الذي يخصها وتطبيق شروط الرجل الحكيم وفق الرأي الذي تراه صائباً ..
فرح ’’ص’’ بهذا القرار في حين كان ’’س’’ يعتصر ألماً علي هذا التقسيم الذي قسم قلبه لكنه كان مضطر إليه ..
وبدأت الأيام تمر في ظل هذه التطورات .. ففي حين استمر ’’س’’ ورفاقه في القيام بالعمل التقليدي الذي كان يقوم به صاحب المكان الأصلي وبنفس الطريقة .. وظل روادهم علي نفس محدوديتهم ..
فإن ’’ص’’ وأتباعه لم يلبثوا أن بدأوا سريعاً في تطبيق ’’المرونة’’ في الشروط المفروضة .. فألغوا شرط الملابس الرسمية .. في حين كان مطاطية مفهوم ’’الاحترام والانضباط’’ أتاحت لهم قدر لانهائي من ’’المرونة’’ .. وبالفعل أدت تلك التعديلات لزيادة عدد الزائرين في القسم الخاص بهم ..
وبمرور الوقت بدأ ’’ص’’ وأتباعه يُغيروا هيئتهم ويتخلوا هم أنفسهم عن التقيد بالملابس الرسمية التي كانوا يلبسونها ورأوا أن ذلك يخلق تفاعل أكبر بينهم وبين الزوار ..


وبعد فترة .. شعر ’’ص’’ بعدم الرضي عن أعداد الزوار وأراد زيادتها بشكل أكبر .. وفي هذه المرة لم يحتاج للتفكير طويلاً .. فقد عرف الطريق المختصر لزيادة الإقبال .. لذا لم يجد غضاضة من ’’مرونة’’ أكبر في الشروط ولاقي قراره تأييداً من أتباعه .. وكانوا يرددون لبعضهم البعض ’’كل هذا لصالح هذا البناء العظيم وتحقيقاً لأمنية الرجل الحكيم’’ ..


وهكذا زاد عدد الزوار مرة أخري أكثر فأكثر .. مما أغري ’’ص’’ بمزيد من البحث عن سبل جمع المزيد والمزيد .. فبدأ يستمع لتعليقات الزائرين والطرق التي يرونها تجذب مزيد من الناس للمكان .. وكان من ضمن ما طلبه بعض الزوار أن يكون هناك إضافات لمحتويات المكتبة ببعض الكتب العصرية والحديثة لجذب الشباب صغير السن وجذب الشباب الذي لا يحب تلك الكتب العتيقة ..
وفي سبيل غاية نبيلة وهامة وهي جذب الشباب للقراءة .. أضاف ’’ص’’ ركن جديد للكتب الحديثة والعصرية المتنوعة .. وقد كان هذا الركن عامل هام لجذب شريحة الشباب لزيارة هذا البناء .. مما دفعه لعمل ركن آخر لكتب خاصة بالنساء وركن آخر لكتب خاصة بالأطفال ..
ثم بدأ التفكير في إضافة تحف فنية حديثة في أركان جديدة وإزاحة التحف العتيقة النادرة التي كانت تملأ المكان والتي لم يكن عليها إقبال بالقدر الكافي ..
كان ’’ص’’ ومن معه فرحين للغاية بالأعداد الهائلة المتدفقة علي قسمهم.. وكانوا ينظرون بأسف لا يخلو من شماتة للأعداد الهزيلة الوافدة علي القسم الخاص بـ’’س’’ ورفاقه ..
وكانوا كلما رأوا الرتابة والتقليدية وقلة الأعداد في قسم ’’س’’ .. كلما زاد يقينهم من صحة موقفهم وزادوا تصميماً علي المضي قدماً لجذب المزيد والمزيد من التغيير التطويري الذي يجذب المزيد من الزائرين ..
وكان لهم ما أرادوا ..


وبعد فترة أصبح عدد الزوار في القسم الذي يرأسه ’’ص’’ ثابت بلا زيادة .. مما دفعه للبحث عن كل فكرة أو اقتراح جديد لزيادة الأعداد ..
وكان من ضمن الاقتراحات اقتراح يطلب بهدم أحد الجدران الخاصة بالبناء .. وفي البداية عارض ’’ص’’ تلك الفكرة لأنه مؤتمن علي المبني كما هو بدون تغيير .. لكن كان هناك من أقنعه أنه مجرد تطوير وليس تغيير .. فكما تم تطوير المحتوي لابد من تطوير القالب بما يؤدي لمزيد من الزائرين خااااصة وأن المبني يقع في قلب حديقة رائعة وأن هذه الحديقة لها أسوار عالية وبالتالي يظل المبني في حماية وأمان .. كما أن هدم جدار لا يعني الكثير ولا يغير الكثير لكن عائده كبير وخطير ..


ولم يلبث ’’ص’’ أن اقتنع وتم التنفيذ .. وبالفعل كان منظر الجدار المفتوح علي الحديقة في غاية الروعة والجمال والجاذبية .. وانهالت الأعداد علي المكان الذي زاد جمالاً فوق الجمال .. وكان كلما زاد العدد كلما أصبحت لهذه الأعداد مزيد من الاقتراحات والأفكار الجديدة التي يرونها تمثل تحديث وتطوير للمكان ..
ولمزيد من التطوير لم يكن هناك غضاضة من هدم مزيد من جدران البناء لتكون كل الأركان مطلة علي الحديقة .. وظل ’’ص’’ يردد لنفسه ’’طالما القوائم موجودة فلا ضير من إزالة بعض الحجارة التي تحجب المنظر الخلاب بين الحديقة والمبني العتبق ..
ومن آن لآخر كان ’’ص’’ يطل علي ’’س’’ ويضحك ساخراً من حاله وقائلاً في شماتة ’’أرأيتم ماذا جلب عليكم الجمود وانغلاق الفكر .. حتي منظر زواركم وهيئتهم الكلاسيكية تبدو وكأنهم خارج إطار الزمن .. تمام كتحف خارجة من متحف تاريخي .. وفرق شاسع بينهم وبين زوار قسمي العصريين المتحضرين’’ .. ولم يكن ’’س’’ ورفاقه يبالون بتلك التعليقات .. وظلوا حريصين علي الحفاظ علي كل شيئ في مكانه كما تركه صاحبه .. فقط كانوا من آن لآخر يمسحون المحتويات من أي غبار أوأتربة ويعيدون كل شيئ كما كان ..


وبعد فترة بدت لـ’’ص’’ ومستشاريه فكرة وهي أنهم لو قصَّروا السور العالي المحيط بالحديقة سيتيح هذا للمارة أن يتطلعوا بأعناقهم لما داخل المبني وبالتالي يتشوقوا للدخول .. وهذا يجذب هذا عدد أكثر من الزائرين .. بالفعل حدث لهم ما أرادوا ..
ولم تمر فترات حتي تكرر تقصير هذا السور أكثر من مرة .. فعندما يكون عدد الزائرين للقسم الذي يرأسه ’’ص’’ ثابت ولا يزيد .. فإنهم كانوا يضطرون لتقصير السور بشكل أكبر وأكبر ليكون الإقبال أكثر وأكثر حتي كاد السور في النهاية أن يُلامس الأرض ..
ورغم سعادة ’’ص’’ الغامرة بزائريه وكثرتهم .. لكن كان يكدر عليه ويزيده حنقاً وتوتراً أنه كلما ذهب إلي ’’س’’ ليسخر من حال قسمه وشكل زائريه .. كان يجد ’’س’’ مبتسم ولامبالي بسخريته وشماتته ويقول له في هدوء وثبات جملة مربكة ’’يكفي أننا علي العهد .. لم نغير ولم نبدل’’.. وزاد من قلقه شيئ آخر .. وهو أنه في احدي زياراته لقسم ’’س’’ ورفاقه .. فوجئ بزيادة عدد الزائرين بشكل ملحوظ .. لذا أرسل من يبحث عن السبب في ذلك .. واكتشف شيئ جديد وهو أن ’’س’’ ورفاقه قد شكلوا مجموعات عمل ونزلوا للناس يعلموهم ويحفزوهم علي زيادة مستواهم التعليمي والثقافي ويقدمون لهم كافة المساعدات التي تعينهم علي هذا التعليم والتثقيف .. بل إنهم وفروا لهم الملابس الرسمية التي تؤهلهم لدخول المكان . ..

ببساطة .. ما فعله ’’س’’ ورفاقه أنهم طوروا ورفعوا مستوي العامة ليكونوا مؤهلين لزيارة هذا المكان الراقي .. في حين أن ما فعله ’’ص’’ وأتباعه أنهم نزلوا بمستوي المكان ليكون متاح للعامة ورأوا أن ذلك من باب التيسير وإتاحة الفرص للجميع..

وتوالت الأخبار السيئة علي ’’ص’’ وأتباعه ..

فقد لاحظوا أن هناك كثير من زائريهم بدأوا يملوا من الجزء الخاص بهم وبدأوا ينجذبوا أكثر للجزء الخاص بـ’’س’’ ورفاقه .. بل ويحاولون تطبيق الشروط الصارمة المطلوبة لكي يسمح لهم ’’س’’ بدخول القسم الخاص به .. مما دفع ’’ص’’ للغضب العارم وصرخ في هؤلاء متسائلاً ’’لماذا تهجرون الجزء العصري والمتطور وتقبلون علي هذا الجزء القديم البالي’’ .. فكان رد بعضهم.. ’’أن هذا البناء كانوا قديماً يتلهفون لدخوله في عهد الرجل الحكيم لأنه يحتوي علي كل قيم ونادر وكان رواده من صفوة المجتمع فكان المكان يزيد زائريه شرفاً ويزيده زائريه قيمة لما لهم من علم وثقافة ومكانة’’ .. وأكملوا قائلين أن ’’التغييرات العديدة التي أجراها ’’ص’’ في القسم الذي يترأسه قد أفقدت المكان ميزته التي كانت تجعل الناس شغوفين به وهي عتاقة البناء وندرة المحتوي .. أما الآن فقد أصبح هذا الجزء من البناء مثله مثل أي بناء عصري وأصبح محتواه كأي محتوي عادي ..’’.. وأضافوا ..’’أن المكان قد أصبح متاح للكثيرين .. وبعد أن كان الناس يتهافتون لتسلق السور ورؤية المكان من بعيد .. فإن تقصير السور المتوالي قد أدي لإتاحة وسهولة الوصول للحديقة ولقلب المبني وبأبسط الشروط وأقل التنازلات’’ .. احتج ’’ص’’ وصرخ ’’ليست تنازلات بل تسهيلات ليستطيع أكبر عدد دخول المكان’’ .. فردوا عليه ’’بل تنازلات .. فبعد أن كان المكان لا يدخله إلا العباقرة العمالقة إلا أن سلسلة تنازلاتك حولته مرتعاً للأطفال والأقزام ’’..
صُدِم ’’ص’’ من هذا الكلام .. وسأل نفسه ’’هل هؤلاء الناس هم الذين قدم التنازلات تلو الأخري ليجذبهم ليكونوا عدته التي يتفاخر بها عند عودة الرجل الحكيم؟.. وهل هذا جزاؤه بعد كل ما قدم لهم؟..’’
أثرت هذه الصدمة بشدة في ’’ص’’ وكثير من أتباعه .. إلا أن مجموعة من أتباعه دعوه لإكمال ما بدأه والمضي قدماً في طريق التنوير .. وأن هؤلاء ما هم إلا مجرد حاقدين جاهلين لا يجب الإلتفات لهم..

وبالفعل لم يلبث ’’ص’’ أن استجاب لهم وأقنع نفسه أن أعداء النجاح كثيرون وأن السبيل الوحيد للرد عليهم هو الاستمرار في مزيد من النجاح ..
وعلي الجانب الآخر بدأت المجهودات التي بذلها ’’س’’ ورفاقه تؤتي ثمارها .. وزاد الإقبال علي القسم الخاص بهم .. رغم أنهم كانوا يبذلون مجهود مضاعف مع الزائرين القادمين من عند ’’ص’’ والذين طوروا أنفسهم وطبقوا الشروط المطلوبة لدخول القسم لكنهم كانوا يحتاجون إعادة ضبط للمفاهيم لمعرفة قيمة وأهمية الكتب العتيقة وأنها الأصل والأساس الذي يجب أن يكون مرجعيتهم ..
وفيما كان الطرفان ’’س’’ و ’’ص’’ ورفاقهم يعملون بهمة ونشاط وفق المعايير التي وضعوها لأنفسهم ..

كانت المفاجأة ..
وصل الرجل الحكيم من رحلة العلاج سليماً معافي متشوقاً للعودة إلي مبناه .. ولم يخبر أحد بموعد عودته ليكون الأمر مفاجأة للجميع .. وانطلق الرجل متلهفاً نحو الشارع الذي فيه مبناه الحبيب .. وانطلق نحو المبني لكنه فوجئ أن مبناه قد تقلص حجمه إلي النصف والتصق به مبني آخر غريب لا يعرفه ولا يعرف كيف التصق بمبناه بهذا الشكل .. وانطلق يجري نحو الجزء الذي يعرفه من مبناه .. نعم نعم إنه الجزء الذي تركه ودخله فوجده تماماً كما تركه وكل شيئ في مكانه .. كان المبني والمحتوي تماماً كما غادرهم .. لكن الاختلاف كان في عدد الزائرين الذين زادوا عما كانوا في عهده .. وتأمل الزوار وحاورهم فوجدهم تنطبق عليهم الشروط التي تركها تماماً .. وكان الرجل سعيد للغاية من أن الأعضاء حافظوا علي المكان كما هو وفعلوا فيه ما كان يتمناه تماماً ..

لكنه ظل متحيراً من حجم المبني الذي انكمش إلي النصف .. وفيما هو يفكر وجد أمامه ’’س’’ ومجموعة من رفاقه .. فانطلقوا إليه مرحبين متشوقين مطمئنين علي صحته .. ثم سأهم الرجل الحكيم .. أين بقية الأعضاء ولماذا نقص حجم المبني بهذا الشكل وكيف تسمحون بأن يكون هناك مبني ملتصق معكم بهذا الشكل ؟؟..

صمت ’س’ لكنه لم يجد بد من أن يقص علي الرجل الحكيم ما كان .. وبعد أن سمع كامل القصة .. ظل الرجل مذهولاً مندهشاً متسائلاً ’’هل تقصد بأن الجزء الآخر هو نفسه المبني الذي تركته’’ .. أجاب ’’س’’ بالإيجاب ..

وفي هذا الوقت .. كان ’’ص’’ وجماعته قد سمعوا بقدوم الرجل الحكيم فأتوا إليه مسرعين .. لكن الرجل الحكيم كان لايزال في ذهول وبمجرد أن رأي ’’ص’’ ومن معه استغرب هيئتهم فقد كان شكلهم وملابسهم علي غير ما تعود أن يراهم .. لكنه صرخ فيه متسائلاً ’’أين بقية بنائي’’ .. فارتبكوا وحاولوا وأجابوا ’’البناء موجود وأفضل مما كان عليه بمراحل ولديه الآن زوار بالملايين وشهرته بلغت الآفاق ’’.. وأخذوا الرجل الحكيم من يده ليروه البناء في الجزء الخاص بهم ..

دخل الرجل معهم واجما .. وبالفعل شاهد آلاف الزوار لكن هيئتهم وسلوكياتهم وطريقة كلامهم تؤكد أنهم لا تنطبق عليهم شروطه .. بحث عن كتبه العتيقة وتحفه القيمة النادرة فأجابوه علي استحياء أنها موجودة ولكن في المخزن لأنه لا يوجد إقبال عليها فالجماهير تحتاج الأشياء العصرية والمتطورة وأنه ’’يجب أن نطور ما نعرضه بحسب طلب الزبون’’ .. وأخذوه إلي المخزن ليطمئنوه علي وجود الكتب والتحف العتيقة .. وبالفعل وجد الرجل كتبه الأثرية لكن .. علاها التراب لأن أحدا لا يعتني بها.. ووجد تحفه النادرة لكن ..مليئة بالخدوش نتيجة الإهمال .. وحاول ’’ص’’ ومن معه تبرير ذلك بأنهم من حين لآخر يحاولون تنظيفها والعناية بها لكن عملهم مع الكتب والتحف الحديثة والزوار الكثيرين يأخذ الكثير من وقتهم ..

صمت الرجل وخرج ليري بقية بنائه .. ثم سألهم ’’أين مبناي’’ .. فأخبروه أنهم فقط أزالوا الجدران لكن القوائم سليمة ومتينة ولم يتم المساس بها وأن فتح المبني علي الحديقة جعل المنظر أكثر جاذبية وجمال وزاد عدد المقبلين علي المكان كما تري .. تأمل الرجل مبناه فلم يجد منه إلا قوائم وتأمل حديقته وزهوره التي طالما رعاها واعتني بها فإذا بالأطفال قد مزقوا كثيرا منها ..

ظن ’’ص’’ ومن معه أنهم سيروا في عين الرجل الحكيم الانبهار والإعجاب من مجهوداتهم .. لكنهم فوجئوا به متألماً باكيا صارخا .. ’’أين مبناي .. أين كتبي وتحفي .. أين سنوات عمري التي أهدرتموها بعبثكم وجنونكم ؟؟’’صُدم ’’ص’’ وأتباعه ورددوا ’’عبثنا وجنوننا ..؟؟.. هل بعد كل ما بذلناه لأجلك ولشهرة بنائك يكون هذا جزاءنا؟؟,,.. صرخ فيهم الرجل .. ’’لم تفعلوا شيئا لأجلي بل كل ما فعلتوه كان لهواكم ورغباتكم .. فرغبتي أمليتها لكم منذ تركتكم وحذرتكم من التغيير والتبديل’’ .. فأجاب ’’ص’’ "ليس تغيير ولا تبديل بل تطوير .. انظر لبنائك لايزال قائما ومحتوياته لاتزال موجودة .. كل ما هنالك أننا اجتهدنا ووجدنا أن الأفضل هو التطوير بدلاً من تلك العتاقة المتحنطة التي لا تلائم العصر ولا تجذب زوار’’.. صرخ فيهم الرجل ’’العتاقة والتراثية هي هويتي وهي رغبتي والزوار وعددهم ليسوا هدفي ولا طموحي .. فقد كنت أستطيع أن أميل بحسب أهواء الجماهير لكني صبرت وثابرت وصمدت علي موقفي لأني صاحب مبدأ .. فكيف سمحتم لأنفسكم بالحديث نيابة عني وأخذ قرارات بدلاً مني؟ .. لقد وضعت في أعناقكم أمانة كان يجب أن أعود فأجدها كما هي .. لكني عندما عدت لم أعرف إلا الجزء الذي ظل كما تركته وهي الأمانة التي حافظ عليها ’’س’’ ورفاقه وخنتوها أنتم .. وإن كنت أُحمِّل ’’س’’ ورفاقه جانباً من المسئولية لأنه كان يجب أن يكافح ليظل المكان كله كما أردت أنا لا كما تريدون أنتم ..ثم بمنتهي الصفاقة والوقاحة تدعون أنكم فعلتم هذا لأجلي؟ .. لو كان هذا لأجلي لالتزمتم أوامري .. لكنكم خائنون كاذبون . .. لستم مني ولست منكم .. فلتأخذوا هذا البناء الممسوخ لأنفسكم لأنه ليس لي فيه شيئ .. ولا تنسبوا أنفسكم لي ولا لتراثي ولا أريد رؤيتكم بعد الآن’’ ..

انزعج أتباع ’’ص’’ ولم يتحملوا ألا ينتسبوا إلي الرجل الحكيم بعد الآن .. وحاولوا التبرير وادعوا أن ’’ص’’ كان هو الأكبر عمراً والأكثر خبرة وعلماً وأنهم كانوا يؤيدونه ظناً منهم أن رأيه هو الأصوب والأفضل’’ .. رفض الرجل الحكيم عذرهم وقال لهم ’’منهجي كان واضحاً لكم وقد استطاع ’’س’’ ورفاقه أن يميزوه ويعلموا أنه الصواب لكنكم ملتم عن هذا المنهج وفقاً لأهوائكم ورغباتكم .. ’’ وتركهم الرجل وهو يكرر ’’لست منكم ولستم مني’’ ..

وانتهي الأمر بمشهد لـ’’ص’’ وأتباعه يتلاومون .. وكان ’’ص’’ مشاعره مضاعفة بالغضب من رفاقه الذين خذلوه وعلقوا الذنب كله عليه وحده .. والغضب من الرجل الحكيم الذي لم يقدر جهده وسهره وتعبه وكل ما فعله لأجله ..

أما الرجل الحكيم فرغم اطمئنانه ببقاء نصف بنائه تماماً كما كان بل زاد عليه إقبال الزائرين عليه .. إلا أن فقدانه لبقية البناء كان يملؤه بالأسي والحزن لأنه لم يكن هناك مؤمتمنين ليحافظوا عليه كما أراده صاحبه بل حافظوا عليه كما أرادوه لأنفسهم فأهدروا ما أمضي الرجل عمره يبني فيه,, ..

والآن ..

تُري ..

هل أخطأ ’’ص’’ وأتباعه في حق الرجل الحكيم ..؟؟

وهل أساء الرجل الحكيم لمجهود ’’ص’’ ومن معه..؟؟..

وهل كان ’’س’’ أم ’’ص’’ أكثر حباً للرجل ..؟؟..

و..

هل فيه حد فاهم أي حاجة..؟؟

الأربعاء، 6 يناير 2010

ســـــــــوســــــــو و ........ كتـــــالوجــــــــات الإلتــــــزام !!!!!!!!!!!!!

سوسو بنوتة طيبة ومرحة وعايشة حياتها زي كثير من البنات .. مرت بيها الأيام علي نفس الحال لغاية ما سمعت عن شيئ اسمه الالتزام قعدت تدور وتبحث وتسأل لغاية ما ناس قالت لها الإلتزام دة فيه منه أنواع وموديلات كثيرة .. فطلبت منهم كتالوجات عشان تشوف منها أنواع الإلتزام .. قالوا لها الأفضل أنك تنزلي وتبحثي بنفسك وشوفي الموديل اللي يناسبك ويكون علي ذوقك ومقاسك .. وفعلاً نزلت وبحثت .. في البداية اتفاجئت ببنات لها شكل غريب أول ما شافتهم قالت ’’إيه الكآبة دي .. لبس واسع وغامق وكلام قليل ومتحفظ وخروج محدود ومعدود ’’ .. سألتهم ’’أنتم عاملين في نفسكم كدة ليه’’ فكان ردهم ’’يا أختنا دة ديننا .. وكل شيئ بيخص الدين مش بنخده بمزاجنا لكن بناخده من قدوتنا وأسوتنا لأن مينفعش إننا نألف من دماغنا .. ولازم الدين يكون زي ما كان عليه الأولين ..’’ .. ردت سوسو باشمئناط ’’ يعني إيه ؟ هترجعونا تاني نركب الجمال ونطحن بالرحي’’ .. ابتسمت الأخوات وقالوا لها ’’ يا أختنا إحنا مش بنقولك إن السيشوار بدعة ولا إنك لازم تستخدمي الحطب مكان الميكروويف .. عيشي حياتك بعصريتها زي ما تحبي لكن أي أمر فيه دين لازم تلتزمي فيه بما كان عليه الأولين .. لأن أي تغيير أو تبديل أو تطوير في أي شيئ يخص ديننا دة يُعتبر بدعة وضلال .. باختصار .. أي شيئ يمس العقيدة وكان له أصل في عهد النبي صلي الله عليه وسلم فإحنا ملزمين باتباع فعل وقول النبي ..’’.. ارتبكت سوسو واحتارت .. وبعدين فكرت وقالت .. ’’طيب أنا عايزة أكون زي ما أنا كدة من غير ما أغير ’’استايل’’ حياتي .. أنا بأموت في الأغاني ومعنديش استعداد أغير لبسي بس بردة عايزة ألتزم’’ .. ردت الأخوات ’’يبقي أنت لسة مش عارفة معني الإلتزام .. الإلتزام يا أختنا إنك تعرفي طريق الحق وتغيري كل حياتك عشان تلائم الطريق دة .. وهتلاقي كثير بيقولوا لك إن طريقهم هو طريق الحق .. لكن لازم تعرفي إن طريق الحق الوحيد هو اللي يقول لك ’’قال الله وقال الرسول’’ هو اللي يقول لك ’’إزاي اتصرف الصحابة أول ما سمعوا قول الله وأمر رسول الله لأنهم خير من فهم عن النبي وخير من طبق أمر النبي .. ومادام أي حاجة بتحبيها أو عايزة تعمليها كان لها أصل في عهد النبي والصحابة فعلينا نعرف إزاي اتصرفوا ونقلدهم’’ .. ردت سوسو ’’بس أنا أعرف إن مفيش رأي واحد في مسائل كثير لكن فيه آراء واجتهادات بتبيح حاجات محرمها ناس تانيين’’ .. ردت الأخوات ’’ يا أختنا إحنا قلنا لك مادام الأمر كان له أصل في عهد النبي والصحابة فاحنا بناخد بفعلهم وقولهم .. مثلاً مثلاً يا أختنا لو فيه دكتور بيوصف دوا مر جدا بس مفعوله أكيد وتمرجي بيوصف دوا حلو وجميل ومفعوله مرة تخيب ومرة تصيب .. فيا تري هتختاري مين لو أنت فعلاً مهتمة بصحتك؟’’ .. ردت سوسو بتلقائية ’’طبعاً الدكتور أكيد لازم أختار الشيئ المضمون .. دي صحتي مش لعبة’’ .. ردت الأخوات ’’ بالظبط كدة إحنا بنختار المضمون لأن الموضوع جنة مش لعبة .. والمضمون الوحيد هو اللي كان عليه السابقين .. هتلاقي كثير يقولوا لك إن الموضوع أوسع من التضييق بس يا أختنا يا حبيبتنا زي ما كنت خايفة علي صحتك واختارتي الدكتور الصح .. برضة لازم تخافي علي آخرتك وتختاري الطريق الصح والمضمون واللي يخرجك من دايرة الخلافات والاحتمالات ’’.. سكتت سوسو وفي الوقت اللي كانت لسة بتفكر وتقلب الكلام في دماغها لقت بنات شدوها من إيديها وهم بيصرخوا فيها ’’إنت إيه اللي وقعك مع الناس دول .. دول ناس محتجرين ومنغلقين ومعزولين عن الدنيا .. تعالي تعالي نفرجك علي كتالوجنا اللي فيه التزامنا .. احنا بقي يا ستي التزامنا فري سايز .. أي مقاس أي موديل أي ذوق يمشي معاه معندناش أي مشاكل .. بس يعني مع بعض الرتوش الصغننة .. يعني مثلاً بتحبي الأغاني .. وماله عندنا أغاني وإيقاعاتها تجنن بس عشان نكسر عنين الحاسدين بنقول إنها ’’أغاني إسلامية’’ .. وعندنا ’’مسلسلات حلال’’ و’’اختلاط حلال’’ و ’’حجاب مودرن’’ الحجاب دة بقي فيه كل الاستايلات بداية من ’’الحشمة’’ ومروراً ’’بالعِمة’’ اللي هية الاسبانش’’ وانتهاء بالخمار ومتقلقيش دة برضة له موديلات تري شيك .. وكل اللي نفسك فيه هتلاقيه دة غير أن من وقت للتاني بينزل عندنا ’’بروموشن’’ من مشايخنا الثقاة بيحللولنا فيه حاجات كثير محرمها الناس المعقدين’’ .. سوسو قالت لهم ’’لكن أنا سمعت أننا لازم نمشي في ديننا بنفس الطريقة اللي كان عليها النبي والصحابة’’ .. صرخ البنات في وشها وقالوا لها ’’لحسوا عقلك في الدقيقتين اللي قعدتيها معاهم .. يا بنتي إحنا عندنا مشايخنا ربنا يخليهم لنا مش مخليين في نفسنا حاجة .. طب خدي عندك مثلاً .. كان فيه فنانات قالوا أنهم عايزين يتوبوا ويعتزلوا .. مشايخنا قالوا لهم ’’لآ.. توبوا من غير ما تعتزلوا خليكم في الفن ومثلوا التمثيل الحلال .. هو آي نعم أن كثير منهم انتكس وحجابهم اتعكس وفيه منهم رجع أبشع مما كان .. لكن حقيقي حقيقي ربنا يجعلهم في ميزان أعمال مشايخنا .. المهم .. أنك متشغليش بالك كثير مادام كلامنا بيستند لقال الشيخ فلان وحدثنا العلامة علان وهم دول مرجعيتك وسندك .. وعلي فكرة برضة للناس اللي غاوية فتاوي العلماء الكبار فدول برضة لهم عندنا حل .. لأننا عندنا كوليكشنات فتاوي يجنن .. فمن كل عالم كلمتين وبس .. مش مهم كان سياقهم إيه ومش مهم بقية فتاواه شكلها إيه .. إحنا بس بناخد الحتة اللي تعجبنا ونلزقها في اسم العالم الكبير .. ’’ .. سوسو تنحت واتلخبطت وقالت لهم ’’يعني مش مهم أبحث اللي أنا بأعمله دة كان له أصل عند الصحابة والرسول؟؟’’ .. ردوا عليها في نفس واحد ’’يا بنتي إحنا مش بنصلي وبنصوم وبنحتفل بالمولد ؟؟.. خلاص منشغلش بالنا أبعد من كدة ويلا يلا ورانا مجتمع عايزين نطوره وأمة عايزين نغيرها’’ .. وبالفعل انطلقت وراهم سوسو وهي فاكرة إن دة الإلتزام الحقيقي خصوصاً أنها شافت مقاسه وموديله علي ذوقها وكأنه متفصل عليها!!!..

مسكينة سوسو ومسكينات كثير زيها . ..
خدعوها وفهموها إن الإلتزام إنها تاخد من الدين فهم مغلوط من غير أصل سليم وتنطلق لتصلح به المجتمع .. ولو كانت حقيقي واعية لعرفت أن إصلاح المجتمع يبدأ بإصلاحها هي لنفسها .. إصلاح الأمة كلها متوقف عليها ’’هي’’ .. أنها تبحث وتعرف دينها صح .. وتنطلق به لتنشئ جيل صحيح نفسياً ومعنوياً ودينياً وتحرص علي متابعته ورعايته بنشاط وهمة ودقة .. لأن بمنتهي البساطة ’’لن يصح غرس نام عنه ساقيه’’ .. فلو فعلت ذلك بحق لنهض المجتمع ولصلح حال الأمة .. أما الانطلاق شمال ويمين بدعوي نهضة المجتمع .. وآهي العيال كدة كدة بتتربي وفي النهاية نلاقي جيل فاشل ونهضة مزعومة لم ولن تتحقق لأن أساسها مُشَوَّه ..

مسكينة سوسو ومسكين كثير زيها .. فاكرين الالتزام موضة .. عشان كدة يوم ما بيفكروا يلتزموا مش بيقولوا عايزين إلتزام زي اللي كان عليه النبي والصحابة .. مش بيبحثوا عن الدين الصحيح .. لكن بيقولوا عايزين التزام بالطريقة المعتدلة وكأنهم بيطلبوا أكلة تيك آوي .. أو بيقولوا عايزين التزام يلائم حياتنا وكأن الإلتزام قماشة هتتفصل حسب المواصفات اللي هم عايزينها .. ومش قادرين يفهموا إنهم لازم يغيروا حياتهم بحسب ما يمليه الإلتزام لأنها جنة يا جماعة مش لعبة..

يا بخته جيل فات .. كانت الدنيا عنده إما هدي وإما ضلال .. إما حق وإما باطل .. محجبة صح أو متبرجة .. ملتزم حقيقي أو مش ملتزم خالص ..

ومسكين جيل حالي .. الدنيا عنده ملخبطة والدين عنده بقي درجات وأشكال وألوان ..

وعلي فكرة هيفضل الجيل دة مسكين طالما مش عارف يعني إيه دين وإزي يعرف الحق من الضلال .. لكن برضه نرجع ونقول هو اللي ممسكن نفسه لأن طريق الحق واضح ومش بيلخبط ومش بيتوَّه لأن النبي حلها لنا من زمان ..

قالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: {لَيَأْتِيَنّ عَلَى أُمّتِي مَا أَتَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ حَذْوَ النّعْلِ بِالنّعْلِ حَتّى إِنْ كَانَ مِنْهُمْ مَنْ أَتَى أُمّهُ عَلاَنِيَةً لَكَانَ فِي أُمّتِي مَنْ يَصْنَعُ ذَلِكَ وَإِنّ بَنِي إِسْرَائِيلَ تَفَرّقَتْ عَلَى ثِنْتَيْنِ وَسَبْعِينَ مِلّةً، وَتَفْتَرِقُ أُمّتِي عَلَى ثَلاَثٍ وَسَبْعِينَ مِلّةً كُلّهُمْ فِي النّارِ إِلاّ مِلّةً وَاحِدَةً، قَالَ ومَنْ هِيَ يَا رَسُولَ الله؟ قَالَ: مَا أَنَا عَلَيْهِ وَأَصْحَابِي}.
وقال صلي الله عليه وسلم {فإنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافا كثيرا ، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء المهديين الراشدين تمسكوا بها ، وعضوا عليها بالنواجذ ، وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة}

فمن أراد الهدي فطريقه واضح .. أما من أراد الزيغ فطرقه كثيرة .. لكن ..
في النهاية .. لا يلومن إلا نفسه .. وفي النهاية سيندم وقت لا ينفع الندم ..

الاثنين، 28 ديسمبر 2009

العشـــــق الشــــــرعي .. وعجــــــــبي !!!

نادوا فيهم ألا ضير من الاختلاط
زيفوا لهم الحقائق أن الأصل هو الاختلاط
أوهموهم أنه مادام الاحترام متبادل وأنه مادامت الحشمة ’’مظهرها’’ والوقار ’’سمته’’ والجدية هي اللغة بينهما فلا ضير ولا تضييق ..
صدق ’’الأخ’’ تلك الادعاءات وانساقت ’’الأخت’’ خلف تلك الشعارات وتوجهوا للتجمعات المختلطة بدعوي ’’العمل التطوعي’’ ..
كان ’’الأخ’’ منضبط وغاض للبصر دوماً ، وكانت ’’الأخت’’ ملتزمة بالزي السابغ والكلام الوقور..
كثيراً ما كان ’’الأخ’’ خدوم ونشيط وسباق لكل خير مما أثار انتباه ’’الأخت’’ لتلك الشخصية ..
وكثيراً ما كانت ’’الأخت’’ تتناقش مع المجموعة في موضوعات ’’جادة’’ بلباقة شديدة تنم عن شخصية ذكية وعقلية متزنة مما لفت نظر ’’الأخ’’ لتلك الشخصية ..
ولكن تجنب كل منهما الاحتكاك المباشر مع الآخر .. لكن .. لم يصمدا طويلاً .. فأمام لباقة وجاذبية شخصية ’’الأخت’’وأمام نشاط وخفة روح ’’الأخ’’ كان لابد من الإعجاب ..
تبادل ’’الأخ’’ و’’الأخت’’ النظرات ثم الابتسامات وتحول الأمر مع مرور الوقت وتكرار اللقاءات المختلطة إلي سلامات وحكايات ..
وبعد فترة تجرأ ’’الأخ’’ وطلب رقم موبايل ’’الأخت’’ لأجل ’’فقط’’ التواصل فيما يخص مشروعاتهم التطوعية والاستفسار عن بعض الأمور وقت الضرورة .. ولم تجد ’’الأخت’’ أي مانع من ذلك فـ’’الأخ’’ نموذج للمسلم الراقي المحترم ولا قلق من تبادل الموبايلات ’’’’وكله في سبيل العمل التطوعي’’ ..
في البداية كانت الاتصالات بينهم فيما يخص أنشطتهم الخيرية .. ومع الوقت أصبح ’’الأخ’’ و’’الأخت’’ يتبادلان الرنات للإيقاظ لصلاة الفجر أو قيام الليل أو التنبيه لأحد البرامج الدينية علي الفضائيات ’’شوفوا الورع’’..
ثم تجرأ ’’الأخ’’ وطلب من ’’الأخت’’ مقابلة خارج نطاق التجمعات المختلطة ’’التطوعية’’..
انتفضت ’’الأخت’’ ورفضت واعتبرته أمر غير لائق ولا مقبول ..
لكن ’’الأخ’’ ظل يلح بحجة قوية لم تستطع لها رد وهي أنهما يتقابلان بالفعل ويتبادلان الأحاديث في ’’العمل التطوعي المختلط’’ وأنه لا يوجد فرق بين ذلك وبين أن يتقابلا في مكان عام وأمام الناس ويتبادلان الأحاديث المحترمة ..
وبالفعل اقتنعت ’’الأخت’’ أن لا فرق بين التجمعات المختلطة وبين اللقاءات الثنائية فكلاهما يتم في مكان عام ووسط الناس وبشكل محترم وراقي ..
وتكررت بينهما اللقاءات ’’الجادة’’ في أماكن محترمة .. وكان يتخللها ذهاب ’’الأخ’’ و’’الأخت’’ لأداء الصلاة في المسجد في وقتها ثم يعودان لجلساتهما .. وكم تبادلا في مرات عديدة كتب دينية وشرائط دعوية وتناقشا مرارا حول موضوعات الشرائط والكتب والأمور والقضايا العامة ’’يا سلام ع التقوي’’..
وفي أحد المرات شاهدا شاب وفتاة يتحدثان بصوت صاخب ويجلسان متقاربان بشكل غير لائق .. فما كان من ’’الأخ’’ و’’الأخت’’ إلا الحوقلة والتبرم والسخط علي الشباب الذي لا يعرف معني الالتزام والانضباط..
وعندما زاد المشهد عن حده .. قرر ’’الأخ’’ و’’الأخت’’ الذهاب لمناصحة الشابين .. وما إن بدآ في النصيحة حتي نظر لهما الشاب وسألهما ’’وأنتوا بقي تقربوا لبعض إيه؟’’ ..
هنا تلعثم ’’الأخ’’ وارتبكت ’’الأخت’’ ولم يستطيعا الرد .. فانطلق الشاب والفتاة يضحكان بشكل هستيري ويرددان ’’متفرقوش كثير عننا لكن يمكن نكون احنا أفضل منكم شوية .. علي الأقل احنا عارفين ان اللي احنا بنعمله غلط وذنب .. لكن مصيبتكم إنكم فاكرين إنكم صح ومش بتعملوا غلط وإنكم علي حق .. روحوا انصحوا نفسكم الأول قبل ما تنصحوا غيركم" .. وتركاهما وانصرفا بعيدا ..
بقي ’’الأخ’’ و’’الأخت’’ في صمت ثم تساءلا ’’هل احنا بنعمل حاجة غلط؟ .. لو كان اللي احنا بنعمله غلط يبقي المشكلة فينا واللا في اللي أباح لنا الاختلاط من البداية ؟’’
انصرف ’’الأخ’’ و’’الأخت’’ وافترقا بدون كلمة واحدة لكن لسان الحال كان يقول ’’أن الشيطان لن يطلب منا المعصية بشكل مباشر لكنه حتماً سيزينها لنا ويدعي بأن لها أصل في الشرع .. فيأتي علي المشتبه من الأحكام فينفث فيه بخبثه ويلتقطها منه عملاؤه من بني آدم أصحاب الهوي الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا .. الذين لا يجرأون علي المجاهرة بالمعاصي لكنهم يحاولون تغليفها بلباس الشرع ليسهل إيقاع العامة فيها’’ .. وكان الدرس المستفاد من تلك التجربة حقاً ’’أن من أغلق باب الفتنة فقد أراح واستراح .. ومن فتحه وهو يظن قدرته علي الثبات والصمود فهو حتماً واقع فيه’’
******
صدق الله العظيم القائل
{زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث ذلك متاع الحياة الدنيا والله عنده حسن المآب}
صدق رسولنا الأمين القائل
(ما تركت بعدي فتنة أشد على الرجال من النساء)
والمحذر
(واتقوا النساء، فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء)
وكذب الغاوون القائلون
"ما الضير من اختلاط بلا ضرورة مادام أنه اختلاط محترم"
يستتبع هذا تساؤل آخر من عينة
’’ما الضير من صداقة محترمة بين الجنسين’’
فعندما يحذرونا نبينا الكريم ’’اتقوا النساء’’ ولم يقل ’’ابتعدوا’’ .. فالنبي الكريم الذي قال ’’اتقوا النار’’ قال ’’اتقوا النساء’’ ..
فما بال المدلسين يزينون الاختلاط بالنساء بل يحبذونه ويكادون يجعلونه ’’فعل مأثور عن السلف’’
وما بال المدلسين يستهزئون بمن يرفض الاختلاط ويدعون أن من يرفض الاختلاط هم من ذوي النوايا الخبيثة والأفكار المنحرفة .. أما هم فهم الملائكة الأبرار الأطهار الذين لا تشوب نفوسهم شائبة والذين يتعاملون مع كل النساء كـ’’أخواتهم’’ ..
ما بال المدلسين يخلطوا ويهذون بالأعاجيب فيدعون أن من يرفض الاختلاط إنما يريد حبس المرأة .. وكأن الخيار أصبح بين حبس المرأة وبين انطلاقها خارج البيت وكأن أمر ’’قرن في بيوتكن’’ هو أمر لكائنات أخري وليس لنساء المسلمين..
ما بال المدلسين يدعون أن من يرفض الاختلاط إنما يريد حرمان المرأة من الذهاب للمساجد أومن حقها في التعليم أوالعمل .. ونجد التساؤلات العجيبة ’’فماذا تعمل الأرملة وكيف تنفق علي أبناءها’’ و’’أين نجد الطبيبة أو المعلمة المسلمة’’؟ ..وهم بهذه التساؤلات يخلطون أو يعبثون ..
فالميتة مباحة والخمر مباح ’’إن أوجبت ذلك ضرورة .. فإذا كانت الضرورة تبيح المحرم .. فما بالنا بالمحظور الذي هو دون المحرم .. لكن من جانب آخر .. فالضرورة تُقَدَّر بقدرها .. لا أن تتحول ضرورة إمرأة تحتاج العمل لتجد المال الذي تنفق به علي أبناءها مثلاً لتتساوي مع أخري تحتاج العمل لمجرد الترويح عن النفس..
فمن يريد ’’تأصيل’’ ’’المحظور’’ ويتعمد تحويله من نطاق ’’الضرورة’’ لنطاق ’’الإباحة’’ إما أن يكون جاهل أو متآمر..
فاليوم ينادون ’’باختلاط شرعي’’ وغداً ’’صداقة شرعية’’ وبعد غد ’’عشق شرعي’’
تماماً كما أظهروا لنا ’’الأغاني الحلال’’ و’’التمثيل الحلال’’ و’’المايوه الشرعي’’ .. وكأنهم يتعمدون نقل خبث المجتمعات الفاسدة ليتم تحت غطاء ’’شرعي’’ في المجتمع الملتزم .. فهؤلاء لا يريدون دين يحكم بل يريدون أن يحكموا هم الدين .. لا يريدون أن ينضبطوا بحسب أحكام الدين بل يريدون أن يضبطوا أحكام الدين بحسب مصالحهم ..
فيا أخي .. يا أختي .. الحق أبلج .. والباطل لجلج ..
وعندما يخبرك ربك ونبيك عن فتنة النساء وعندما يأمرك نبيك ’’اتقوا النساء’’
ويأتي شخص ليقول لك ’’ لا تتقي بل اختلط مادام قلبك أبيض ونيتك سليمة’’..
فاختر ما شئت لكن اعلم أن عاقبة اختيارك ستواجه بها ربك وحدك ..
واحذر إن أنت اقتنعت بشبهة أن تحاول الترويج لها والدعوة إليها والادعاء أن لها أصل شرعي .. بل اقصر الشبهة علي نفسك وبحسبك حساب ربك لك عن نفسك واحذر أن تحمل أثقال غيرك ..

الأحد، 15 نوفمبر 2009

نعم لابد من الانتقام من الجزائريين المشاغبين .. نعم لابد من الثأر لإهانة المصريين .. لكن .. فقط .. بعد .. أن .............!!!!!

ياااااااااااه ع الاهانة اللي اتعرض لها الجمهور المصري من الجزائريين .. حقيقي مهزلة .. إزاي نسكت علي كدة ولإمتي هتفضل يا مصري مهان في كل مكان ..
لازم وقفة .. لازم محاسبة .. لازم رد الاعتبار ..بس .. بس .. بس .. بعد ماااااااااا.......!!!
* بعد ما نحاسب المسؤليين عن هدر الملايين عشان في كل مرة نحصد الخيبة وفي كل مرة نرمي أخطاءنا علي غيرنا.. ولا حساب ولا عقاب .. لكن دائما وأبداً ميزانية الدولة مفتوحة للهدر لهؤلاء .. لم نسمع مرة أنه لا توجد ميزانية لأجل الرياضة أو الإعلام .. لكننا سمعنا كثيراً أنه لا توجد ميزانية لأجل زيادة أجور الموظفين الغلابة .. ولا توجد ميزانية لأجل الرعاية الصحية الآدمية .. ولا توجد ميزانية لترميم البنية الأساسية المتهالكة ..
أيوة صح .. لازم وقفة .. لازم محاسبة .. لازم رد الاعتبار .. بس .. بعد ما ..
* بعد ما نحاسب المسئوليين عن تغييب الشعب المصري وتحويله لأضحوكة بين الشعوب .. عندما يتم تحويله لألعوبة من أجل لعبة ويتم التعمية عن الفقر والمرض والانهيار الأخلاقي والإجتماعي الذي يكتسح البلاد ويتم تجميع العقول والقلوب لأجل لعبة .. ويتم تقزيم حلم 80 مليون مصري في كرة .. ويتم تقزيم الهوية والانتماء والوطنية تحت الأقدام .. ويكون الإنجاز القومي الذي يتم تجييش الشعب عليه هو "لعب العيال"..
أيوة صح .. لازم وقفة .. لازم محاسبة .. لازم رد الاعتبار .. بس .. بعد ما ..
* بعد ما نعرف سر إعلامنا الردئ في إثارة الفتنة والضغينة مع الشعوب العربية .. فمرة نسن السكاكين لقطر .. ومرة نثير الزوابع والأعاصير مع السعودية .. ومرة سوريا ومرة حماس .. وجاء الدور علي الجزائر والسبب ’’’’’’’ماتش كورة’’’’’’!!! أقام الدنيا ولم يُقعدها ..!!!.. طبعاً واضح جداً أن في ضوء أخضر للنيل من كل ما هو عربي إسلامي وشحن الأجواء بالكراهية والحقد .. والدليل .. أن هناك ضوء أحمر صارم ضد أي شحن متواصل عند الحديث عن التطاول الذي بدأ يزيد من جانب النصاري علي المسلمين في مصر ويتم دفنه وعدم الخوض فيه تحت بند ’’عدم إثارة الفتنة" .. أو عند الحديث عن مذابح الأسري المصريين في 56 و67 ’’الملف المغلق حرصاً علي الشقيق الصهيوني’’.. أوعند الحديث عن كرامة المصري المهدرة في الخارج بل والداخل علي أيدي أجنبية والتي تمر بدون حساب ولا عقاب ولنتذكر نماذج البمبوطي المصري الذي قتلته سفينة حربية أمريكية تمر في أرض مصرية .. ولنتذكر العديد والعديد من الضباط والجنود الذين تم اصطيادهم قتلي علي الحدود بأيدي صهوينة .. كل ذلك يمر بلا جزاء ولا حساب ولا وقفة لرد الاعتبار ولا تجييش إعلامي لشحن الجماهير كما يحدث الآن وسابقاً .. والسبب .. أننا لا نريد تعكير الأجواء والإساءة لدول أجنبية شقيقة .. لكن لا ضير إطلاقاً من إطلاق حملات مسعورة ضد أخوة عرب ومسلمين ..
أيوة صح .. لازم وقفة .. لازم محاسبة .. لازم رد الاعتبار .. بس .. بعد ما ..
* بعد ما نعرف ليه المفروض علينا نظل في غيبوبة كل ما نحاول نفوق منها يتم قمعنا وإجبارنا علي الرجوع لها .. فكلما نبض فينا صراخ لأجل أخواننا في العراق وفلسطين يتم المحاصرة والاعتقال والتجريم بدعوي الحفاظ علي الأمن ومنع الشغب .. لكن عندما تمتلئ الشوارع بهستيريا فيها كل أنواع الشغب والإزعاج والجنون والإخلال بالأمن لأجل ماتش كورة أو لأجل حفل غنائي أو عرض سينمائي فهذا مباح متاح ولا ضير فيه مادام يساعد في إبقاءنا في دائرة الغيبوبة ..
أيوة صح .. لازم وقفة .. لازم محاسبة .. لازم رد الاعتبار .. بس .. بعد ما ..
* بعد ما نفوق كشعب ونبدأ نستخدم عقولنا ونحسبها ونحاسب وكفاية علينا كدة .. كفاية علينا أن نُساق كما تُساق الـ .... بلا اعتراض ولا سؤال ولا مراجعة .. كفاية بقي ..
وفي النهاية .. سبحان الملك الذي قال ..
{وَمَا ظَلَمَهُمُ اللّهُ وَلـكِن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ }
{وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ }
يعني ياريت منسألش ’’ليه دة بيحصل لنا’’ و’’إزاي دة يجري لنا’’ و ’’إمتي الفرج ومتي النصر’’
لأن الرد ..
{إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ}

الثلاثاء، 27 أكتوبر 2009

محتارين ومخنوقين .. مش عارفين تروحوا شمال واللا تدخلوا يمين .. الحل هنا ببساطة ..

طبعاً فيه شباب كثير بدأوا يتخنقوا ومش عارفين فين الصواب في وسط موجة الاختلافات ..
رأي يتكلم عن النقاب كأصل .. مقابل رأي يتكلم عن النقاب كشيئ لا أصل له ..
رأي يتكلم عن الموسيقي كشيئ حرام .. مقابل رأي يكاد يجعلها عمل مستحب بل وفعل مأثور ..
رأي يتكلم عن اللحية كأصل .. ورأي يتكلم عنها كعادة جاهلية ..
أيوة أيوة أنا سمعاكم دلوقت بتقولوا .. يووووووووووووووووووه .. قرفتوناااااااااااااااااااااااااااا .. نقاب وموسيقي ولحية تااااااااااااااني .. أنتوا معندكوش غيرهم .. بطلوا بقي تمسكوا في القشور وخليكم في اللب ..
طيب .. ماشي .. هنخلينا في اللب والسوداني وجميع التسالي .. بس ياريت تسمعوني المرة دي للآخر ..
مشكلة الناس اللي زهقوا من تكرار الكلام في النقاب واللحية والموسيقي و.... والخ .. أنهم ناس ربنا كرمهم ووصلوا لقناعة معينة في تلك الأمور سواء كانت القناعة دي عن دراسة وفهم .. أو عن تلقين وترديد .. أو عن هوي وموافقة المزاج ..
وكلامي دة .. مش للناس دي.. لكن كلامي هنا للناس اللي لغاية دلوقت مش عارفة توصل لقرار وممكن تكون عايشة في حيرة ومش عارفة تسمع كلام مين ؟.. عشان كدة مش من حق حد مصادرة حق الآخرين في الكلام في هذه الموضوعات علي اعتبار أنها موضوعات عفا عليها الزمن أو أنها موضوعات مكررة .. لأن لو أنت زهقت من تكرار الكلام في الموضوعات دي .. فغيرك لسة بيبحث وعايز يعرف ..
والمشكلة اللي بيواجهها شبابنا صغير السن أنه عايز يعرف الحق والصح لكن لما يحاول يشوف مناقشات في المنتديات يُفاجئ أن الآراء المطروحة دي عبارة عن ’’نسخ" "كوبي بست’’ لكلام كثييييييير وسطور طويييييييييييلة وفيها كتب وأسامي لمشايخ كبيرة ..
طبعاً رد فعل الشباب دول أول ما يشوفوا السطور الطويلة والكلام الكثير والآراء الفقهية المتخصصة المختلفة بتكون ردود فعل مختلفة ..
فيه ناس بتنفخ وتسيب الصفحة خالص ويمكن تسيب الموقع كله .. وهم بيقولوا لنفسهم هيه ناقصة مش كفاية علينا قراية الكتب للمذاكرة .. ناقصين كمان نقرا المجلدات المنسوخة دي .. ؟؟..
وفيه ناس أول ما تشوف الكلام الكثير دة تتنح وتفكر تطنش .. بس بتراجع نفسها وتقول .. نفسي أعرف مين الصح .. ؟؟..
فيعزم أخونا أو أختنا العزم ويقرر الكفاح ودخول معركة قراءة الكلام الكثير دة عشان يوصل لقول فصل وحكم صحيح .. في البداية طبعاً بيحصل له إحولال من كثر السطور .. لكن صاحبنا يعاند ويصمم علي القراءة فيركز القرنية ويسنتر القزحية ويواصل الكفاح والقراءة .. وبعد جهد جهيد يصل لنهاية الموضوع بعد ما يقرا رأي الطرفين ..لكن لما نسأله وصلت لإيه يا أخونا أو يا أختنا .. ؟؟.. فبعد صمت طويييييييل .. يقول مش عارف .. مش قادر أحدد .. !!!
طبعاً .. حقيقي عندك حق .. لأننا ببساطة لا احنا علماء ولا حتي طلبة علم ومش هنعرف نحدد اتجاهنا إلا لو رجعنا للأصول اللي مفيش خلاف عليها .. الأصول اللي بتمثل لي وتمثل لك منطقة أمان مفيهاش شوشرة ولا اختلافات .. ونشوف كيف طبق الأولون ونتمسك بتطبيقهم لأن فيه النجاة..
فمثلاً .. الموضوع القديم الحديث .. النقاب .. بأوجه كلامي لكل أخت منتقبة أو عايزة تنتقب ومحتارة تواجه سيل الأسئلة والتعليقات اللي بتصل لدرجة الاستهجان والاحتقار والانكار ..وبأقول لها .. الرد يا أختي بسيط جداً ..
فالرد من منطلق علماني حقوقي وحرياتي .. هو أن النقاب حرية واختيار .. لو كانت غيري حرة أنها تكشف ما تشاء .. فأنا حرة أن أغطي ما أشاء .. أما إدعاءات الأضرار الأمنية والكلام الخايب عن أن النقاب تُرتكب به الجرائم .. فالرد هو أن كل زي يمكن أن تُرتكب به الجرائم ولم يخرج علينا عبقري يطالب بنزع هذا الزي أو إلغائه .. فكم من جرائم ارتُكبت بلباس عسكري أو طبي ولم نجد من يطالب بمنعها .. وذلك لقناعة تامة لدي العقلاء أن الخلل إنما يكون في مرتكب الجريمة وليس في الزي نفسه .. فلماذا إذاً يُعامل النقاب بهذا القدر من التربص والتصيد ؟؟..
كما أن المفروض أن يتم الكشف عن هوية كل من يدخل أي مكان أكاديمي أو له خصوصية في عضويته .. فمش ممكن يكون الحرس الجامعي مثلاً سايب زيد وعبيد وسوسو توتو يدخلوا سواء كانوا لابسين أو مش لابسين ويجي عند المنقبة ويصمم يشوف هويتها ويصر علي التدقيق معها .. فمن أدراكم أن زيد وعبيد مش داخلين الجامعة ومعاهم مخدرات أو أي محضورات .. ومن أدراكم أن سوسو وتوتو من طلبة الجامعة أو ينتموا للمدينة الجامعية مش ممكن يكونوا فتيات شوارع أردن الدخول للهو داخل الجامعة أو المدينة الجامعية .. وبالتالي الكشف والتأكد من الهوية واجب علي الجميع يا من تريدون الأمن والأمان وحماية أبناءنا وبناتنا من المخاطر ..
أما الرد من منطلق ديني وشرعي .. فللأسف لست أهل علم ولا حتي طالبة علم لكن بعودة بسيطة وصغيرة للأصول .. فهل ممكن نرجع لأصل أعز وأهم من أمهاتنا؟؟ .. لآلآلآلآلآ .. مش أمهاتنا أمهاتنا .. قصدي اللي أغلي علينا من أمهاتنا .. اللي هم أمهات المؤمنين .. فمفيش جدال ولا خلاف في إن أمهات المؤمنين كان حجابهم خارج البيوت هو غطاء الوجه ..
أيوة .. أيوة .. عارفة وشايفة كويس إن فيه نقاقين ’’آه .. النقاق من الفعل نق ينق فهو نقناق وفي لفظ آخر نقانق والمتداول هو نقاق .. دة بس عشان اللي عايز يأصل الكلام ويضبطه لغوياً وميوقعناش في غلط ’’..النقاقين دول هيقولوا .. زوجات النبي دول لهم حكم خاص يعني مثلاً مش ممكن يتزوجوا بعد النبي .. يعني لهم أحكام خاصة بهم لا يجوز أن تسري علي عامة النساء ..
طيب .. طيب .. علي مهلك شوية ..هم زوجات النبي دول مش هم أمهاتنا .. اللي ربنا قال عنهن ’’وأزواجه أمهاتهم’’.. حكم ربنا أن زوجات النبي أم لكل مؤمن .. يعني رغم أنها أم كل مؤمن وأم لكل صحابي .. ومع ذلك أمر رباني أنها تغطي وجهها عن أي صحابي .. ’’اللي هي تُعتبر أمه’’ .. والصحابة دول مين؟؟.. دول أطهر وأنقي الرجال .. طبعاً رجالة اليومين دول ولا حاجة بالنسبة لهم في الطهر والعفاف ..ومع ذلك كانت أم المؤمنين لا تكشف وجهها أمام الصحابي الطاهر العفيف .. فيبقي إيه الحكم علي من هم أقل من هؤلاء النساء وهؤلاء الرجال ؟؟.. إيه الحكم فينا إحنا مسلمين اليومين دول؟؟؟ .. ألا يكون ستر الوجه أمام رجال هذه الأيام أوجب وأولي ..إن كانت من هي خير مني ومنك تستر وجهها أمام من هو خير من أي رجل في هذه الأيام .. ألا يُشجع ذلك الخلف أن يُقلدوا ذاك السلف وأن يسيروا علي درب السابقين الصالحين ؟؟..
ومن ناحية تانية .. أي مؤمنة طبعاً بتحب زوجات النبي صلي الله عليه وسلم أمهات المؤمنين .. ومن علامات المحبة .. الاقتداء بمن تحب .. نقلدهم في كل شيئ في مظهرهم وتصرفاتهم ..
وبعدين حبيبتي لو انتقبتي .. هل ممكن حد يجروء يقول لك نقابك دة بدعة أو شيئ ليس له أصل ؟؟..
لا يقول ببدعية النقاب إلا مختل لا يفقه في دينه شيئ.. والحكم والفيصل أن نأت بكتب السابقين ’’خير من فهم كلام النبي الأمين ’’ ونحتكم لها .. ونردد دائماً ’’ما لم يكن يومئذ دين فلن يكون لنا اليوم بدين’’ ..
إذاً .. فأنت بكشفك لوجهك في أفضل الحالات .. في دائرة المباح وفقاً لبعض الآراء الفقهية .. لكنك بتغطية الوجه أصبحت في دائرة بين مستحب وواجب .. يعني بنقابك هتكوني خرَّجتي نفسك من وَشّ الموشوشين والحيرة بين الآراء باختصار هتكوني في منطقة أمان محدش يقدر يقرقرلك وينخر لك ويحيرك فيها .. باختصار النقاب رقي ورفعة ولا يستطيع أن يقول أحد بضد ذلك ..
ومرة تانية بلاش الصيادين في المية العكرة يقولوا .. يعني اللي تكشف وشها دة مش رقي .. يا ولاد الحلال مش معني إننا نمدح شيئ إننا نعني تلقائيا الذم في ضده إلا إذا جاهرنا وحددنا إن كاشفة الوجه علي خطأ .. ودة مش ممكن يحصل .. فمدحنا للنقاب لا يعنني تطاول علي من تكشف وجهها .. تمام .. زي أختين شكلهم حلو .. لكن فيه واحدة أحلي .. فلما أقول لها أنتي جميلة جدا .. هل دة معناه إن التانية قبيحة ؟؟.. طبعاً لا .. لكن معناه ببساطة أن فيه حلو وفيه أحلي ..بأقول الكلام دة بس .. لإني شفت أخت بتقول ربنا يعيني وألبس النقاب .. فظهرت واحدة من غير مناسبة تقول لها كلام معناه ومالها اللي كاشفة وشها ..!!!.. يا ست الحاجة هي جابت سيرة اللي كاشفة وشها في حاجة؟؟ هي بتدعي بالنقاب مالها ومال اللي كاشفة وشها ..
والخلاصة هنا إننا مش معني إننا بنوجه إخواتنا وبناتنا للنقاب إننا ننتقص من أي واحدة محجبة حجاب شرعي كامل بدون غطاء الوجه .. لأن للأسف فيه ناس مسخرة وقتها وكلامها للتشكيك في النقاب .. وأي موضوع يتكلم عن النقاب ياخدوا الموضوع بشكل عدائي وهوووووووووب يحطوا لنا المنسوخات اللي عندهم .. ونلاقي كلام جامد
للدفاع عن كشف الوجه .. بنقول لهم تاني علي مهلكم يا اخواننا .. مش معني إننا ندعوا للنقاب أننا ننتقص ممن ترتدي الزي السابغ وتكشف وجهها ..
فكفياكم فوبيا النقاب .. وكفياكم أرتكاريا من سيرته ..
المهم .. أخواتي .. لما بأقولك نقاب .. مش بأقول لك دة رأي الشيخ فلان ولا كلام العالم فلان .. لآلآلآلآ.. لأني بصراحة مش من أهل العلم .. لكن مرجعيتي البسيطة هي أصول ديني .. أمهاتي وآبائي وأجدادي من الصحابة والسلف الصالح كان حالهم إيه في الموقف دة ..
ممكن حد يجيب لك رأي صحابي كريم .. جميل .. بس لو قدرت أرجع بالأصل للنبي وفعل النبي يبقي طبعاً الأفضل .. طيب ملقتش لدة أصل .. يبقي نشوف إجماع الصحابة أو أغلبهم كان إيه الرأي اللي اتبعوه .. وأنا هنا رجعتك لأصل قوي وهو تقليد واتباع لأمهات المؤمنين ..
استنوا .. لسة مخلصناش .. أوعوا تروحوا في أي حتة ..
معلش معلش .. اعصر علي نفسك لمونة وتعالي علي نفسك شوية وواصل معانا الله يكرمك ..
لأ .. مش هأتكلم كثير .. بس عايزة أوضح لكم إن علي نفس المثال دة نطبق في كل الأمور اللي لها أصل عند السابقين الأولين .. زي مثلاً اللحية .. طبعاً أحاديث اللحية كثيرة وعديدة والأمر فيها واضح ,,اعفوا اللحي ,, ’’ وفروا اللحي ’’ .. ’’ارخوا اللحي’’ .. أوامر واضحة وصريحة .. ومع ذلك يجيلك الجماعة ’’النقاقين,, بردة وممكن يقولوا لك .. دي كانت بس لمناسبة معينة وظروف معينة .. أو يلعب لك في الكلام الواضح الصريح ويقول لك أصل ماهوووو الحديث كان يقصد .. ...... ويحط كلام كدة كثير كله تفاسير وتخمينات واحتمالات.. واحنا طبعاً اتفقنا نسيبنا من الكلام الكثييييييييير ونرجع للأصل .. اتفقنا نسيبنا من الحادي بادي ونخلينا في المضمون والأمان ..
وبعدين ..أنت بتحب النبي ؟؟ .. آآآه طبعاً .. ’’معلش لو كنت بأرد بالنيابة عنك بس لأني متأكدة م الإجابة’’ .. طيب واللي بيحب حد مش بيقلده ..؟؟.. إذا كان فيه شباب بيحلقوا شعورهم واللا بينكشوا شعورهم عشان يقلدوا ناس بيحبوهم .. طيب معقول الشباب دي تحب ناس عادية ويوصل حبهم لدرجة تقليدهم حتي لو كانت أشكال مجنونة .. وأنت ياللي بتحب النبي مش قادر تقلده في شكله الطيب الراقي ..طيب .. طيب .. هو وصف النبي اتقال فيه ايه في أمر اللحية .. كان النبي صلي الله عليه وسلم ’’كث اللحية’’ .. فكانت اللحية سمته وفعله وأمره .. وكذلك كان حال الصحابة .. فتشبهوا إن التشبه بالرجال فلاح ..
امشي علي نفس الحال في كل الأمور .. زي الموسيقي .. طبعاً مش هنقول هنا إن الخلاف في أمر الموسيقي خلاف معتبر .. مهما جابوا لنا من أسماء كبيرة ومراجع قوية لأن أي اسم مهما كان كبير فليس أكبر من النبي صلي الله عليه وسلم .. ولما نرجع للأصل .. إيه اللي ممكن نقوله؟؟..
بمنتهي البساطة والوضوح .. هنسأل يا تري كان فيه أدوات موسيقي في عهد النبي ؟؟.. أيوة كان فيه .. طيب .. النبي صلي الله عليه وسلم وصحابته اللي السيرة والأحاديث قالت عنهم سكناتهم وحركاتهم كانوا بيحتفلوا بالأعياد والأفراح والانتصارات بالطبل والزمر؟؟.. لأ طبعاً دة موردش عنهم أبداً.. اللهم إلا استثناء الدف .. الدف فقط .. طيب هل ممكن أدوات الموسيقي تكون حلال .. ويتحدد إننا نستخدم منها الدف تحديداً فقط؟؟ .. طبعاً .. لا .. لأن التحديد دليل أنه مستثني من عدة محرمات ..يبقي هنجيب رأي الشيخ الفلاني والكتاب العلاني وعندنا الأصل واضح ليه؟؟..
وعلي هذا المنوال فلتبحث يا كل محتار .. بلاش تدخل مناطق الشبهات بلاش تستند لآراء من هنا وهناك .. لأنك ببساطة عندك الأصل اللي لو تمسكت بيه لن تضل ولن تزل .. خليك بعيد عن الحمي أسلم لنفسك ودينك ..
وأخيراً لكل اخواننا اللي كل ما نتكلم عن مظهرنا الإسلامي نلاقيه أزبد وأرعد وتوعد .. ولم تكن حجته البليدة إلا أن الحديث عن الزي والشكل كلام سطحي وتافه وأن الأمة فيها اللي مكفيها ومش ناقصين خلافات ..!!! ..
بنقول لهم بمنتهي البساطة اللي بيثير المشاكل أنتم مش احنا ..احنا لما بنتكلم عن النقاب بنتكلم من قبيل الدعوة والتذكرة بهدوء وببساطة ومش بنفرضه علي حد ولا بنسفه مخالفينا اللي أخدوا بآراء أخري .. لكن أنتم بتشنجاتكم وعدوانيتكم في الرفض واصراركم علي التسفيه والتحقير بدعوي أن هناك الأهم والمهم .. فأنتم هكذا من يثير المشاكل والمشاحنات .. ووعد منا أنكم لو أخبرتمونا أنكم ستحررون الأقصي فور صمتنا عن دعوتنا .. فإننا سنخرس فوراً عن أي كلام .. لكن .. إن كانت دعوتكم للاهتمام بما هو أهم هو مجرد حيلة لنظل في غيبوبة ودائرة لا تنتهي من الانتظار .. فلا وألف لآلآلآلآلآلآلآلآلآ.. تماما كما وعد بعض الرؤساء في زمن ما بتأجيل الدعوة للتنمية والديمقراطيات حتي ينتهوا من القضاء علي إسرائيل ’’فلا صوت يعلو فوق صوت المعركة’’ ومرت السنوات ولم تُمح إسرائيل ولم تتحق تنمية ولا ديمقراطية ..
وهكذا أنتم يا من تتهجمون علي دعاة الرقي والأخذ بالفضائل .. وتدعون أن الأمة مشغولة بالجهاد .. فلا مننا شوفنا جهاد ولا تحرير أرض ولا حتي ستر عرض .. !!!
فإن كان كل ما تملكون هو الصراخ والعويل والشجب والاستنكار وترون أنكم بتلك الجعجعة مشغولين بالجهاد الحنجوري .. فالله يكرمكم اركنوا علي جنب وسيبونا نبني لبنات صغيرة بسيطة تحتقرونها لكنها بإذن الله ستكون الأساس لبناء عظيم شامخ لأن أساسه صلب ومتين .. وخليكم أنتم في جهادكم الكي بوردي ..
وفي النهاية .. المظهر مش كل حاجة لكنه بداية كل حاجة .. وممكن تبني عليه كل حاجة ..