الاثنين، 5 أبريل 2010

رســـــالة إلي ملحـــــــــــد .. !!!!

المشهد ..
بيبي لسة مولود مرمي في الشارع يصرخ ..اجتمع الناس حوله .. وقالوا حاولوا تشوفوا أمه يمكن تكون موجودة هنا واللا هنا ..خرج من بينهم ’’ملحد’’ وصرخ فيهم ..هل رأي أحد منكم أم لهذا الطفل؟؟قالوا لا ..قال فكيف عرفتم وأيقنتم إذاً أن له أم ؟؟ .. فأجابوه لأن دة شيئ بديهي أن لكل رضيع أم أنجبته..فرد الملحد هذا مجرد احتمال لكن مادام لم يراها أحد بعينه فهو احتمال غير يقيني ..ذُهل الناس وسألوه فما هي الاحتمالات الأخري إذن؟؟أجاب الملحد ..وهو يفكر بتعمق ..احتمال أن يكون قد قذفه المريخ إلينا فهو أقرب الكواكب مشابهة للأرض .. هو طبعاً ممكن يكون من زحل لكن دة احتمال مش مضمون ..وفيه احتمال أنه ناتج عن حدوث طفرة من ’’المادة الأم’’ اللي قاعدين ندور عليها ومش لا قيينها لغاية دلوقت؟؟ .. أما تفكيركم الساذج التلقائي بأن’’له أم’’ فهو تفكير غير يقيني وغير مؤكد وينم عن عقليات آلية لا تحاول البحث ولا الاكتشاف ..الناس تنحوا .. ولم يملكوا إلا السكوت .. لكن صراخ الطفل دفعهم للسؤال ..طيب عايزنا نعمل إيه دلوقت؟؟أجاب الملحد ..إحنا هننتظر إلي أن نطور اتصالاتنا بالكواكب الأخري ونتأكد منهم كوكب كوكب أن هذا الولد لا يخصهم ثم ننتظر حتي نصل في يوووووووووم من الأيام للـ’’المادة الأم’’ ونتأكد إن كان ممكن يحدث منها طفرة مفاجئة أدت لمثل هذا الوليد ..وبعدين أقول لكم نعمل إيه ؟؟رد الناس .. لكن لو انتظرنا دة كله الواد هيحمض معانا .. طيب نتصرف معاه إزاي .. ونقول له إيه لما يكبر ويسأل عن أصله ؟؟..الملحد .. شششششش .. بلاش تبقوا غوغائيين وسطحيين خليكم علميين .. احنا بنوصف الحالة كما هي ولا نجزم بحقيقة حتي نري بأم أعيننا ..مضت السنوات والسنوات والسنوات والواد لا يعرف له أصل ولا فصل .. ومات الملحد ومات الولد ومات كل الناس اللي كانت حاضرة الموقف ..وانتهت حدوتة الدنيا لهذا الولد دون أن يدري لنفسه أصل ولأنه لم يدري أصله ولا هدفه فقد مضي في الدنيا متخبطاً لا يدري إلي أين هو ذاهب حتي حانت النهاية..كلام مش منطقي مش كدة؟؟عارفة كمية الهجوم اللي ممكن تظهر في الردود ..لكن المتأمل الحقيقي سيجد مثالي هذا طبقه الملحد بشكل حقيقي وليس كاريكاتيري كما صوره المثال ..الملحد وجد كون دقيق منظم مثالي أو ... أقرب ما يكون للمثالية ..ووجد كوكب منضبط دقيق في نسبه وموازينه نسب بارعة لمكونات الهواء .. شكل نموذجي لبعد الكوكب من الشمس .. دقة مبهرة في دوران الكوكب حول نفسه وحول الشمس .. الخ ..ووجد مخلوقات مذهلة في تكوينها ومذهلة في ملائمة التكوين للبيئة الموجودة فيها ..ووجد ... ووجد ... ووجد ... ثم ..قال .. لا لا .. لا يوجد فاعل .. نفي التفكير الوحيد المقبول منطقيا .. بدعوي أنه احتمال وسط احتمالات .. وأنه غير يقيني فلم يره أحد .. لكن ماذا طرح في المقابل؟؟طرح أفكار غير منطقية وجعلها احتمالات مقبولة .. رغم أنه لم يراها ولم يتأكد من أي منها .. بل يطالبنا دوما بالانتظار ثم الانتظار ثم الانتظار ..وتنتهي حياتنا وتنتهي حياته ولازال ينتظر ..هل ترون الأمر مضحكاً أم مأساوياً ..أن تعيش في الدنيا تنكر كل شيئ طالما لم تدركه حواسك .. الحواس نفسها تشهد بالقصور وعدم الكمال .. تعيش في الدنيا وأنت تراها هي البداية وهي النهاية .. كجنين يظن رحم أمه هو مستقره الدائم ..كدودة قز تظن شرنقتها هي نهاية المطاف .. وسواء ظن الجنين أم لم يظن .. وسواء أدركت دودة القز أم لم تدرك .. فهي كائنات غير عاقلة غير مدركة غير مميزة .. أما الإنسان .. فهو المميز بالفكر فهو المميز بالإدراك فهو المميز بالبحث والمعرفة ..الإنسان يستلهم من الشواهد والوقائع ليصل إلي الأحكام والنتائج ..والواقع يقول لنا أننا نتحول من مرحلة لأخري ..مرحلة عدمية .. لا يُتصور منها خروج كائن .. مرحلة جنينية متطورة .. مرحلة الحياة الإنسانية .. وبالتالي فما أدرانا أنه الموت وفقط .. فالشواهد تنطق بخلاف ذلك ؟؟

ليست هناك تعليقات: